الى أمي الحبيبة رحمها الله واسكنها فسيح جناته

الى أمي الحبيبة رحمها الله واسكنها فسيح جناته

بقلم المحررة والكاتبة زبيدة العبود

ها أنا اليوم اعود إلى الكتابة بعد توقفي فترة اعود للكتابة لا سيما أشعر بثقل الحروف وثقل في قلبي لاخرج ما بداخله.. وثقل الجبال .ها أنا اعود لعل في هذا اليوم يوم (عيدك )يا امي لعل الحروف ترخي حبالها حول عنقي لاتنفس من جديد
اكتب اليك مقالي هذا وفي قلبي غصة وحزنا والما على فراقك ..الذي لم يمضي عليه ثلاثة اشهر على تاريخ رحيلك
يا احن واطيب قلب …
اكتب اليك امي وحبيتي وجنتي . ودموعي تزرف بكثرة على خدي ، اكتب اليك وكل شوق لرؤية وجهك الباسم البشوش الذي لم يفارق مخليتي ، اكتب اليك ويدي ترتجف من الألم الذي لازمني من وقت رحيلك عنا ،
تركتنا يا امي وتركتي بيننا فراغا كبيرا لا يملؤه اي انسان كان ،لا زوج ولا ابن أو ابنة
تركتنا وتركتي في داخلنا ذكرى لا تمحى ومشاهد لا تنسى ..

يا من أوصانا بك الله سبحانه وتعالى بحياتك وبعد مماتك ،وفي قوله سبحانه وتعالى *{وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} فبرك يا امي من أهم القربات وأفضلها ،وقد سئل الرسول عليه الصلاة والسلام ،فقيل يا رسول الله هل بقي من بر ابوي شي ابرهما بعد وفاتهما .قال الصلاة عليها والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما من بعدهما .

وصلة الرحم التي لا توصل الا بهما وإكرام صديقهما. كل هذا من حقك يا امي ،ذهبتي عن هذه الدنيا وأنا أؤمن بقضاء الله وقدره واؤمن أنه هذا هو يومك الموعود 😭ولكن يا امي ،كم كان قاسي هذا اليوم وموجع ..لقد ترك في نفوسنا وعقولنا ذاكرة لا تمحى ابدا، وغصة كبيرة ، ذهبتي إلى من هو ارحم منا سبحانه وتعالى ..فجاءت إرادة الله وتوقف قلبك الطيب الحنون هذا القلب الذي غمرنا بحبك وحنانك والذي منحنا الدفء والحنان والأمان ..جاء اليوم الذي انطفاء فيه نور عينيك .

وذهبتي بنومك في ثبات عميق ..كان السكون عن الامك الموجعة وتوقفت نبضات قلبك واعلنتي بها بابتسامة رسمت على وجهك الباسم المنير ابتسامة مريحة ملأت محياك .وكانك بهذه الابتسامة تقولين لنا أنا سعيدة بلقاء الرحمن الرحيم ..قبل ذلك ،لن انسى تلك الليلة يا امي عندما جئنا اليك ونظرت الى وجهي بنظرة الوداع … واخذتي يدي بيدك وارتميتي على صدري لتاخذي قسطا من الراحة لكثرة الألم الذي كان يمتلك جسدك 😭 وقتها أصبح القلب خاو ..وان هناك حملا ثقيلا وقع على كتفي وقد افقدتي القدرة على الحركة وعرفت أنها اخر لقاء لك وأنها لحظة الوداع والفراق ما اصعبه من الم وما أصعب تلك اللحظة ..وداعك يا امي ليس كاي وداع


اي فراق هذا يا امي ،امي يا حبيبة القلب رحلت عنا سريعاً ولكأن حكاية رحيلك كانت حلما، والوداع كان وهماً اطمئني يا أمي نحن بموتك مصدقون، ونحن على فقدانك إن شاء الله صابرون محتسبون.أمي حببتي ها قد جاء عيد الأم وأتى رمضان وأنتِ عني بعيدة كم كان يوما صعبا في بداية الشهر الكريم لعدم وجودك بيننا افتقدناك بيننا على مائدة الإفطار وكانت المائدة تتكلم عن غيابك وفقدانك يا امي في كل لحظة وكل حين انتي معنا وبيننا


وها هو اليوم عيد الام وانتي اول عيد لست معنا اه يا امي لم يعد للعيد لذة كم أشتاق لحضنك الدافئ أتمنى لو كنتي علـى وجه الأرض لأهديكي قلبي وعمري، كم اشتقت إليك.واشتقت للمسة يدك ونبرة صوتك ،امي يا سيدة الدار ان دارك خاوية ،صامتة ،باردة ،حين اذهب الى دارك ابحث فيه عن طيفك واسمع صدى صوتك وحسك .ونور ضيائك ..امي رحلتي عني وعن اخوتي وتركتي في نفسي الالم والحزن الذي لن يشفيه ولن يسعده الا لمسة يدك وتقبيلها .كم اشتقت لك يا جنتي ..رغم كل الهدوء الذي تمتلكينه الا انك تركتي هدوءا وفراغا في حياتي لا يملؤه أحد
رحلتي عن الدنيا ولكن لن ترحلي عن مخيلتنا وقلوبنا يا امي فإنك في قلبي الى اخر نبض في حياتي


واخبرك أيضا أن الستنا تلهج بالدعاء لم ولأبي واخواتي دوما يا طيبة القلب ويا نبع الحنان والخلق الرفيع والصفات الحميدة التي جعلتك أميرة قلوب كل من يعرفك ويتحدث عنك ياتاج فوق رؤوسنا اقول لك يا امي سنبقى على عهدك ووعدك نامي نومة العروس في قبرك ارقدي بامان فإلى جنات الخلد بإذن الله
وفي نهاية مقالي هذا ..اقول لك وداعا يا من كنتي أما وأبا واختا وعمة وخالة ..وداعا يا من وهبتنا حبا وعطاء بلا حدود .وداعا يا من صبرت على فراق الاهل والولد والزوج


وداعا يا من اكتويت بنار الحزن والفقد والالم والفراق ..وداعا يا من تحملت المرض الخبيث الذي كان سبب في موتك والذي المنا وترك في ذاكرتنا مشاهد لا تمحى ابدا
كل هذا الالم والوجع وكنتي تكابرين من أجل عائلتك وابناءك وبناتك تحملتي كثير الكثير ولكنها إرادة الله كانت فوق الجميع وجاء وعد الحق يا من كسرة القلب وحرقته
وداعا يا اغلى واحن واطيب قلب
رحمك الله يا امي واسكنك فسيح جنانه
الى الفردوس الاعلى باذن الله
رمضانك وعيدك بالجنة يا جنتي يا امي
وكل عام وجميع امهات العالم بالف خير
ورحم الله جميع الامهات واسكنهم فسيح جناته
💔💔💔💔😔


ابنتك المخلصة والمحبة
المحررة والكاتبة/زبيدة العبود
حرر في 11رمضان 1445ه‍
الموافق في 21/3/2024

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *