جوزيف الهاشم صحوة الكلمة وعرينها
1925-2018
شاعر لبناني من أشهر شعراء الزجل. ولد جوزيف الهاشم في بلدة البوشرية بقضاء المتن سنة 1925. والده مخايل الهاشم من الدامور ووالدته سيسيليا جرجورة العيراني من عاريا. تلقى علومه في مدرسة جديدة المتن الكبرى التي كان يديرها الخوري الشاعر يوسف عون وكان من التلاميذ المجلين، وفي سن التاسعة تفتحت لديه موهبة الشعر فكان يفترش الأرض بين الصنوبر حاملًا قلمًا وورقة يدون عليها ما يتفتق له من أبيات يرددها حتى أصبح معلموه ورفاقه يقولون فيه: «هيدا الصبي ابن الداموري مزغلل وعم يكتب شعر»، ومن يومها عرف بلقب زغلول الدامور.
درّس زغلول الدامور في مدرسة البوشرية لثلاث سنوات. في أثنائها، كان الناس يدعونه لإحياء الحفلات والأعراس والمآتم… وفي العام 1944، ترك التعليم بعدما ألَّف جوقة «زغلول الدامور»، وانصرف كليًا للزجل. مرّ على الفرقة عشرات الشعراء، وكانت لها مشاركات بارزة في المباريات المنبرية، إذ خاضت: مباراة المشرف (أيلول 1970) التي سجّلت حضور أكبر حشد عرفه لبنان لمحبّي الزجل، ومن ثم مباراة القلعة – بيت مري (تموز1971)، وبعدها مهرجانات المدينة الرياضية (حزيران 1972)، كما شاركت في مهرجانين من مهرجانات جرش، وغيرها الكثير الكثير…
خلال الحرب اللبنانية (1975 – 1990) تبدّلت أحوال الزجل، ولم يعد له نجومه كما في زمن شحرور الوادي وخليل روكز وزغلول الدامور وزين شعيب…
يعتبر زغلول الدامور أحد مؤسّسي الجيل الثاني من شعراء الزجل في لبنان بعد شحرور الوادي ورشيد نخلة. والأهمّ أنّه كرّس هذا الفن الشعبي في المسرح والتلفزيون.
فهو أول من غنّى الزجل على التلفزيون بين منتصف الستينيات وأواخر السبعينيات. ألّف في العام 1944 جوقته الأولى التي خرجت من عباءتها أسماء لامعة (خليل روكز، زين شعيب، جان رعد، أسعد سعيد، جوزيف الخويري، فرحان العريضي، طانيوس الحاج، موسى زغيب، كميل زيادة، أنطوان باسيل، كميل شلهوب، طليع حمدان، إدوار حرب، الياس خليل، أديب محاسب، فايز المغربي، سمير عبد النور…). كما ترأس جوقة باسمه عُـــرفت بـ«جوقة زغلول الدامور»، وكان من أبرز منافسي الشاعر الزجلي موسى زغيب.
في العام 1945، أطلقت الإذاعة اللبنانية مسابقة في الزجل لاختيار عشر قصائد. لم يشارك الزغلول يومها بقصيدة بل تقدّم بعشر قصائد وربح. إلى جمالية شعره تميّز بصوت جميل، وكانت حفلاته تستقطب جمهورًا كبيرًا. في العام 1972، وصل إلى النهائيات في مباراة متواصلة لأفضل الزجّالين في لبنان جرت في المدينة الرياضية في بيروت وجمعته بالشاعر الزجلي السيد محمد المصطفى (رحل منذ سنوات)، وقررت لجنة التحكيم آنذاك اعتبارهما أفضل شعراء الزجل في لبنان.
في مطلع سبعينيات القرن الماضي، أوقف تلفزيون لبنان برنامجه الزجلي الأسبوعي الذي كان من أشهر البرامج. لكن الزجل لم يغب، بل سعى إلى إبقاء حضوره عن طريق المنازلات التي كانت تقام في إطار المهرجانات كمهرجان بيت الدين مثلاً. كان ذلك قبل أن يلزم أمراء الزجل بيوتهم بسبب الحرب. وإذ عادوا في السنوات الأخيرة إلى الظهور على شاشات تلفزيونية، فذلك من قبيل الاحتفاء بماضٍ جميل. مع ذلك ظلّ الزجل قائمًا في ذاكرة اللبنانيين.
يعتبر زغلول الدامور من المجدّدين في الزجل، فقد حقّق مع زين شعيب نقلة نوعية غيّرت إيقاع المنبر. كان بيت الشعر الزجليّ يُغنّى في سطرين، ليصبح معهما في أربعة أسطر. ومعًا، نظَّما كيفية الغناء، من الافتتاحية التي يلقيها رئيس الجوقة وصولاً إلى الختام.
منح الرئيس اللبناني الراحل سليمان فرنجيه، زغلول الدامور، وسام الاستحقاق اللبناني في العام 1974، كما كرّمه الرئيس الراحل الياس الهراوي وقلّده وسام الأرز الوطني من رتبة فارس في العام 1997. ويوم وداعه، منحه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسام الاستحقاق اللبناني الفضيّ ذو السعف تقديرًا لعطاءاته من أجل لبنان.
أما في ما يخص أعماله المطبوعـة، فقـد صـدر له:
«بين القلوب» (1948)، «المرج الأخضر» (1952) مع صديقه وزميله زين شعيب، «خمسون سنة مع الشعر الزجلي» (1995)، «عمر وسفر» (2005).