“أحمر.. أصفر.. ليموني”!
| مرسال الترس |
أسئلة كثيرة طُرحت في زغرتا – الزاوية وقضائها، حول استبعاد تمثيل تيار “المردة” بالمحامي زياد رامز خازن عن التشكيلة الحكومية برئاسة نواف سلام، على الرغم من أن كل المعطيات والوقائع كانت تشير الى أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كان حريصاً على ضم الإسم إلى التشكيلة، خلال الجلسات الخمس التي عقدها علانية مع الرئيس المكلف، نظراً للعلاقة “العميقة” التي جرت حياكتها بينه وبين رئيس “المردة” سليمان فرنجية الذي تنازل عن ترشيحه من أجل “العماد الثاني” من آل عون.
توحي مراجعة لسلسلة من الوقائع، أن الأسباب التي أدّت الى صدور مراسيم التشكيلة لحكومة العهد الأولى من دون ممثل عن زغرتا وقضائها، هي كالتالي:
* نكايات محلية استطاعت إيصال صوتها لمن لعبوا دور الآذان الصاغية للرئيس نواف سلام، وللجهات الدولية التي سعت لتكليفه، حيث كان يعمل على استبعاد تضمين تشكيلاته إلى قصر بعبدا إسم ممثل “المردة”، وعندما يُسأل عنه من قبل رئيس الجمهورية، كان يلقي اللوم على النسيان، أو أنه وضعه على لائحة أخرى.
* أدّى إقدام الرئيس سلام على تبديل إسم الوزارة التي ستناط بممثل “المردة” ثلاث مرات في اليوم الواحد، إلى “حنق” بعض أعضاء “التكتل الوطني المستقل”، ومسارعتهم الى عقد اجتماع، أصدروا بعده بياناً حمل بشدة على استنسابية سلام ومعاييره المتناقضة بين الكتل، من دون أن ينسوا حرصهم على الاستمرار بدعم العهد وتوجهاته.
* اعتبار الرئيس سلام أن إبلاغه من قبل النائب فريد هيكل الخازن أن “التكتل” متشبث بتمثيله بوزارة السياحة بدل وزارة الاعلام، سبباً كافياً لشطب التمثيل نهائياً، لأن الرفض جاء من قبل أصحاب العلاقة.
عضو “التكتل الوطني المستقل” النائب طوني فرنجية وعندما يُسأل عن ذلك الاستبعاد، يسارع إلى الرد بعبارة: “أحمر، أصفر، ليموني …أمّا حكومة يا عيوني”، مستذكراً “التحالف الرباعي” الذي حصل في الانتخابات النيابية التي جرت بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ومعتبراً أن عدم الوجود في مثل هكذا حكومة تضم أقصى التناقضات في صفوفها (“الثنائي الشيعي”، “القوات اللبنانية”، “الكتائب” والتغييريين…) هو “أفضل بكثير من البصم على قرارات لن يكون لدينا قدرة على التأثير فيها، ولاسيما التعيينات، على سبيل المثال…”.
ويضيف كما يُنقل عنه: “الرئيس سلام حصر التمثيل السني بشخصه الكريم، كما كان يحصل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن شتان بين الحالتين، إذا ما تمت المقارنة بين الحالتين في الشارع السني الذي استأثر بكل مقاعده”!
وعندما أخبره أحدهم بأن مراسلي وسائل الاعلام يهنئون الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة على أنه “الأب الروحي” لعدد لا يستهان به من أعضاء الحكومة الجديدة: اكتفى بالابتسام من دون أي تعليق!
بالنسبة لزغرتا وقضائها، ليس جديداً أن ينام زياد خازن وزيراً ويستيقظ محامياً، فالمرشح الرئاسي حميد فرنجية نام رئيساً عام 1952 واستيقظ نائباً. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيحجب “التكتل الوطني المستقل” الثقة عن حكومة سلام.. أم أنه سيُسلف العهد ثقة مضافة؟
تصوير عباس سلمان