غيرة متأخرة!…
بقلم مرسال الترس
موقع “الجريدة” في ٢٠٢٥/٤/١
منذ الاستقلال في العام 1943، ظهر على الساحة اللبنانية سياسيون تركوا أكثر من بصمة في براعة وتدبير وتوليف العلاقات السياسية. على سبيل المثال لا الحصر الرئيس كميل شمعون والرئيس الشهيد رشيد كرامي.
وفي الديبلوماسية الوزيران حميد فرنجية وشارل مالك. وفي الادارية الرئيس فؤاد شهاب.
وفي العلاقات العربية الرئيس سليمان فرنجية. وفي المالية الرئيس الياس سركيس… واللائحة تطول.
بينما رسمت أكثر من علامة استفهام في سوء الإدارة وتدفيع لبنان ثمن الأخطاء التي ارتكبوها: الرئيس أمين الجميل والرئيس العماد ميشال عون… فيما رسمت علامات تعجب كبيرة حول أداء سياسيين ومسؤولين آخرين.
وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فقد رسم العديد من اللبنانيين علامات استفهام عدة حول غيرة الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي على الاهتمام بمسقط رأسه عاصمة الشمال، بعد أن “خلعه” خلفه رئيس الحكومة الحالي نواف سلام في “لحظة تخلّي” من نواب الأمة. ولم يتوان سلام عن زيارة طرابلس ومحافظة عكار، بعد أقل من شهر على نيله ثقة مجلس النواب لإبداء الاهتمام الإنمائي بهما.
وطأ ميقاتي عتبة السراي الحكومي ثلاث مرات، ولنحو عقد كامل من الزمن، من دون أن يبادر إلى تخصيص المدينة التي ينتمي إليها بأي مشروع إنمائي، لا بل إن المئة مليون دولار التي خصصها في احدى الجلسات الحكومية للمدينة، ظلت طي الأدراج، في حين وجه إليه بعض السياسيين أكثر من إصبع اتهام لـ”دور ما” في “جولات المعارك” التي حصلت في المدينة.
بعد خروجه من السراي، عكف ميقاتي على عقد لقاءات موسعة، في دارته في ميناء طرابلس، ضمت سياسيين من خارج المحافظة، لإطلاق “إعلان طرابلس” بأطر انمائية واجتماعية، وكأنها موجهة إلى الرئيس سلام الذي حضر إلى طرابلس “واعداً ومتوعداً” من دون أن يزور ميقاتي أو سواه، بل التقى معظمهم في سراي المدينة.
وكذلك فعل الأمر نفسه مع نواب محافظة عكار. ليبدي البلاط الملكي في اهتماماً أكثر من لافت بتأمين زيارة له صباح عيد الفطر، وهو الأمر الذي لم يحظ بمستواه سوى الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
فمهما تغيرت السياسات والعهود والوجوه على الفيحاء، ما زال أهلها يذكرون المشاريع الكبيرة التي حققها الرئيس الشهيد رشيد كرامي للمدينة أثناء توليه للسلطة، ولعل أبرز مشروعين ما زالا شاهدين للعيان هما “مشروع توسعة نهر أبو علي ومعرض رشيد كرامي الدولي، وإن لم ينالا الاهتمام اللازم من السلطات التي تعاقبت. ولكنهما ظلا شاهدين على النوايا والعزم والإرادة!