الدكتور عمر الحلوة: “أحسنوا الاختيار”
ان ما تعرضت له مدينة طرابلس خلال سنوات مضت والخلل الذي أصاب العمل الإنمائي من خلال مجلس بلدي فاشل وذلك بسبب الانتماء السياسي الذي أدى إلى تعطيل العمل الانمائي والمشاريع في طرابلس، ولكن لا يخفى على أحد أن بعض أعضاء المجلس لهم السمعة الحسنة الشفافية في خدمة مدينتهم، فمن يعلق آماله على التغيير سيصاب بصدمة الاهمال لأن هناك أزمة ثقة بالسياسيين وللعلم أن التغيير لا يكون بالعناوين إنما بمجلس متجانس يضع خطة تقوم على الإنماء والمحاسبة والرقابة وأحداث المشاريع التي تعود بالفائدة على المدينة وأهلها.
وبالتالي نحن نحتاج لرئيس مشهود له بالكفاءة ويعرف أهل طرابلس وأن يتمتع بمواصفات أهمها أن يكون المسؤول الأول عن تنفيذ وتطبيق قرارات المجلس وإدارة الشؤون المحلية، وأن يكون لديه الخبرة الإدارية والقيادية والقدرة على إدارة المشاريع، والتخطيط الاستراتيجي، وأن يكون على مستوى النزاهة والشفافية، والتمتع بسمعة حسنة وسجل نظيف من الفساد الإداري مع القدرة على التعامل مع المجتمع المحلي والإدارات الرسمية والمنظمات الحكومية وفهم التطورات التكنولوجية والتخطيط لمشاريع عصرية بعد ما أصبحت طرابلس أقل من الريف والقرى المحيطة بها.
وبالتالي الالتزام بخدمة المجتمع والعمل على تحسين الخدمات العامة وتطوير البنية التحتية والتشبيك مع بلديات عربية وأوروبية لديها مشاريع ناجحة ترقى لمستوى المدينة مع عدم السماح للتجاذبات السياسية والعائلية والفئوية وتهميش المدينة لمصالحهم الشخصية ولمآربهم النيابية مما يشوه العمل البلدي ويدخله في دوامة الصراعات التي لا تنتهي وتشل المدينة برمتها.
لذلك على الأعضاء أن يتمتعوا بروح التعاون والابتعاد عن النكايات الحسابات الضيقة ومشاركة الرئيس في دراسة ومناقشة كل ما يفيد المصلحة العامة مع تشكيل اللجان المختصة لمتابعة شؤون المدينة وأهلها على أن تجيد هذه اللجان كل أعمال ونشاطات البلدية وقد كان لي تجربة مع العميد شعراني رحمه الله في لجنتين وهما لجنة التسرب المدرسي وهي اللجنة الاجتماعية ولجنة البيئة حيث قمنا بالعديد من الدراسات والمشاريع الناجحة واستطعنا اعادة بعض المتسربين الى المدارس وإنجزنا بعض ملفات النفايات مع الحفاظ على الحدائق ونظافة المدينة.
لذلك على الجميع أخذ المبادرة برفع يد التدخلات في الانتخابات البلدية لأنها ما هي الا تهيئة وتجهيز وتجيير لمجالس نيابية لاحقة وللتذكير فمنذ انتخابات 2022 لم نر أي تغيير يذكر سوى عدم الاستقرار والفلتان الأمني و انتشار المخدرات، وزادت البطالة والتسرب المدرسي والتفكك الأسري.
فلابد من وعي كامل من عامل المال والهيمنة على المجلس البلدي لأنه عندما يصبح العمل البلدي وسيلة للشهرة والظهور والمنفعة وتجيير الأصوات للانتخابات النيابية فانتظروا الفساد والتسيب والاهمال، فكان من الأولى على نواب طرابلس ومسؤوليها وضع حد للمحافظ لعدم التدخل والتمادي واالتطاول على بلدية طرابلس في المستقبل وعدم التدخل بمقرراتها ووجوب الالتزام بمسؤوليتة كمحافظ ووصايته الإدارية ووجوب التكامل بين الجميع واتخاذ الموقف اللازم فقط.
العمل البلدي تكليف وليس تشريف وليس تجييرا لأحد لذلك نحن بحاجة لمجلس متجانس يعلم حاجات الناس وأن تكون طرابلس همه الأكبر لأننا فعلا متشوقون للتغيير الفعلي.
نعم نريد أشخاص مشهود لهم بالخبرة والكفاءة والكف النظيف وان يعلموا صلاحياتهم ومسؤولياتهم تجاه المدينة وتحسين وضعها بعد ان اصبحت قرية لا تتمتع بمقومات مدينة وبالتالي نحتاج لرئيس مشهود له بالكفاءة ويتمتع بعلاقات مميزة ويعلم حاجات اهلها مع تحميل المسؤولية الكاملة للناخب بان يمتلك الوعي الكامل في اختيار المرشح الغير مرتهن حيث ان الاعتماد عليه ضرورة مهمة جدا لانها قد تكون الفرصة الذهبية له لانقاذ طرابلس فعامل المال مؤقت ويبقى الأثر الذي يخفظ كرامتكم ومدينتكم وامنكم واولادكم فأحسنوا الاختيار