نتائج قمم “الجامعة العربية”.. “حسن الاستقبال والضيافة”!
مرسال الترس
منذ تأسست جامعة الدول العربية في العام 1945 بمسعى من سبع دول هي: السعودية، لبنان، اليمن، إمارة شرق الأردن، المملكة المصرية، المملكة العراقية، الجمهورية السورية الأولى، لم تفارق الصراعات يوماً حكامها، حيث أنهم من النادر، وربما من المستحيل، أن إلتقوا جميعاً في قمة واحدة. حيث كان بعضهم ـ ولأسباب مختلفة ـ يلجأ إلى الغياب، ويرسل من يمثله برتبة أدنى، الأمر الذي يؤدّي باستمرار إلى عدم الوصول إلى قرارات حاسمة تعالج القضايا المعقدة التي تشغل بال المنطقة. وهذا ما حصل في القمة الأخيرة في بغداد، حيث لم يشارك على مستوى القمة سوى بضعة منهم، ولم يتعدَّ عددهم أصابع اليد الواحدة.
هذا في الشكل، أما في المضمون، فإن المطالبات جاءت عالية السقف كما العادة، فيما اقتصر المضمون في القرارات مركّزاً على التمنيات والدعم اللفظي الذي لا يغني عن جوع.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، دعا رئيس الوفد اللبناني رئيس مجلس الوزراء نواف سلام “الأشقاء الكرام، إلى الضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل وقف اعتداءاتها والانسحاب الفوري والكامل من جميع الأراضي اللبنانية”.
والجميع يدرك تمام الإدراك، أنه من الصعب جداً أن تُجمع الدول العربية على موضوع بهذا الحجم، لإسباب عدة أبرزها:
ـ لو كانت تستطيع ذلك، لكانت قد إتخذت موقفاً جامعاً وحاسماً على صعيد القضية الفلسطينية ككل، أو على الأقل على مستوى قطاع غزة الذي بات أثراً بعد عين ولم يتم التوصل إلى قرار حاسم بهذا الشأن!
ـ للدول العربية علاقات متشابكة ومتداخلة مع المجتمع الدولي، وهي بالتأكيد لم تصل، وربما لن تصل، إلى مستوى اتخاذ موقف موحد بشأن قرار مصيري. والجميع يذكر القرار الذي اتخذته احدى القمم العربية في سبعينيات القرن الماضي بالحد من تصدير النفط إلى الغرب وماذا كانت نتيجته!
ولذلك، الواضح أن الظروف الإقليمية والدولية المعقدة والمقلقة، لا ولن تسمح بالوصول إلى درجات محددة من التنسيق والتعاون والتضامن.
ومن هذه المنطلقات وسواها، تطلق العديد من الأوساط الشعبية دائماً تمنيات لو أن الدول العربية استخدمت ما أنفقته على قممها الأربع والثلاثين، قد أنفقته على الفقراء والمعوزين من شعوبها لكانت قد توصلت إلى محو “عادة مد اليد” بين تلك الشعوب
والواضح أن تلك المؤسسة، الجامعة العربية، قد باتت، أو ربما على شفا الوصول إلى طريق الإنقراض، لتحل محلها “مؤسسة متوسطية” ستكون بالتأكيد فاعلة ومؤثرة جداً في المنطقة، لأن من سيديرها سيفرض توجهاته، لجهة بقاء الشعوب العربية في صراعاتها التي لا يمكن أن تنتهي لأنها في جيناتهم الأساسية. وبذلك تبقى اليد الطولى لمن سيرسم ويخطط وينفذ لمصالحه واستراتجياته.
خارج “حسن الاستقبال والضيافة” علكت القمم العربية كافة مفردات اللغة العربية لتدور حول نفسها، ولم تستطع حل أي مشكلة مستعصية بين أعضائها، ابتداءً من فلسطين التي تشهد تصفية قضيتها كل شعوب العالم من دون أن تنبس ببنت شفة، وصولاً إلى اليمن وتقسيمه ومن ثم جمعه وتمزيقه إرباً على يد “عظماء الغرب”، مروراً بلبنان وسوريا والعراق وليبيا… والحبل على الجرار من دون أفق!