جورج بدر غانم “الشاكرون والصابرون …”

جورج بدر غانم “الشاكرون والصابرون …”

بقلم الأديب الأستاذ جورج بدر غانم

الشاكرون والصابرون.

العراق ارض الثروات زمن الخلافة الأموية وكل والٍ يعين عليه يخاطب الجموع خائفًا منهم قائلًا لهم: “إن الخليفة ابتلاني بكم”.
عندما أسند الخليفة الوليد بن عبدالملك ولاية العراق للحجاج بن يوسف الثقفي؛ قدم هذا الاخير الى الكوفة وصعد منبر الجامع وبدأ خطبته الشهيرة: “انا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني وتابع بحدة وقسوة: ان امير المؤمنين نثر كنانته فوجدني امرها طعمًا واقواها؛ فسلطني عليكم”.
في احدى الثورات التي قمعها الحجاج بكل عنف وقف امامه ثائر عُرف بشجاعته وصدقه وتهوره قائلًا له: لو لم يكن لابيك مساءة الّا انه ابوك لكفاه خزيًا وكفاك عارًا؛ امر الحجاج بقطع رأس الثائر اللذي دفع غاليًا ثمن قول الحق بوجه حاكم ظالم. عندما سأل الخليفة الحجاج كيف يقتل الاسرى وهم مسلمون؟ اجابه: هؤلاء ليسوا مسلمين انهم منافقين وقد قاموا ضدك وانت خليفة المسلمين وامير المؤمنين.
هل اقنع الخليفة بهذه الحجة؟ وهل سفاكوا الدماء باسم الدين بحاجة الى حجج وبراهين؟ من بين الاسرى الذين اطلق الحجاج سراحهم عمران بن حطاب المعروف عنه شجاعته وقوة منطقه وقبح شكله ودمامته. قالت له يومًا زوجته الحسناء: “كلنا في الجنة يا عمران لأنك رزقت مثلي فشكرت ورزقت مثلك فصبرت فلك أجر الشاكرين ولي اجر الصابرين. 

جورج بدر غانم

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *