د. باسم عساف لسبوتنيك: ممر داوود مشروع فتنة
ضمن برنامج : مدار الليل والنهار الصباحي على إذاعة سبوتنيك الدولية ،
إستضافت الإعلامية أمل الحاضر ، الباحث الدولي والمحلل السياسي الدكتور باسم عساف ، حيث دار الحوار حول أحداث المنطقة العربية واحداث جنوبي سوريا والسويداء بالذات …
ورداً على سؤال قال د. عساف :
إن الحرب التي إندلعت بعد عملية طوفان الأقصى في تشرين /٢٠٢٣ ، لا تزال مستمرة في غزة بالإبادة الجماعية ، للحجر والبشر ، وبكل أنواع الأسلحة الفتاكة ، وكل الأساليب الوحشية ، البعيدة كل البعد عن الإنسانية وحقوق الإنسان ، وقد إمتدت إلى باقي الأراضي الفلسطينية والقدس والضفة ، التي تعبث فيها قوات العدو الصهيوني ومستوطنيه ، لتستمر هذه الحرب في التوسع نحو الأراضي اللبنانية ، والضرب المدمِّر لقرى الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت ، وما تم قتله وإغتياله وإعتقاله ، حيث لا زالت الضربات والإحتلال مستمر حتى الآن رغم تطبيق قرار/ ١٧٠١ من الجانب اللبناني ، وإستمرار تعديات الجانب الصهيوني في الجو والبحر والبر …
وأضاف د. عساف :
إن ما يجري على الأرض السورية ، من إعتداءآتٍ بالقصف على دمشق وباقي المناطق الأمنية ، واستمرار الإحتلال للجولان ، والتوسُّع نحو السويداء ودرعا ، وقبلها مرتفعات جبل الشيخ ، ما هي إلا إمتدادات خارطة الطريق لممر داوود ، الذي يصل بنهايته إلى أربيل والفرات بالعراق ، لأجل إقامة مخطط اليهود (بدولة إسرائيل الكبرى ، من الفرات إلى النيل) …
وأضاف د. عساف :
لذا نرى أن من يتابع الأحداث وفصول الحرب ، يجد أن نتنياهو وحكومته المتشددة توراتياً ، ماضيةٌ في تنفيذ مآربها على مرآى ومسمع العالم أجمع ، مع ما يشاهدونه من إبادة بشرية ، وتدمير كامل للبنى التحتية والحجرية ، وجميع الدول والمنظمات الدولية ، قد أصابها الخرس والصمت المطبق …
وأجاب د.عساف عن سؤال يخص أحداث السويداء الطائفية والعرقية ، وعن إمكانية إستمرارها وتوسعها ، فقال :
طالما أن العدو الصهيوني موجود في المنطقة ومحتل لأراضيها ، وهو يتوسع قضماُ لها ، من فلسطين إلى لبنان ، واليوم إلى سوريا ، وربما غداً إلى العراق ومصر وغيرها من الأراضي ، التي أشاروا إليها لقيام دولتهم التوراتية الكبرى ، كما دلَّ عليها النتن ياهو في الأمم المتحدة ، وكما تدل عليها إعتداءآتهم وتوسعهم بالمنطقة ، على أنه وصولاً إلى شرق أوسط جديد ، يقوم على تقسيمها بكيانات وكانتونات جديدة ، تقوم على الطائفية والمذهبية والعنصرية والعرقية …
وهكذا تتم النعرات المتنقلة في هذه المنطقة المستهدفة ، من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى فلسطين ، ولا يوفرون فيها دول الخليج واليمن والسودان ومصر ، وغيرها من الدول ، التي تدعم تنفيذ مخططهم الجهنمي ، الذي يبغون منه الهيمنة الكاملة على الشرق الأوسط ، وبالتالي على العالم أجمع …
وأضاف د. عساف : بالنسبة إلى السويداء فهي هدف أساسي لليهود لاستكمال ممر داوود ، وهي تشكل مفصلاً جغرافياً مهماً للتواصل مع قاعدة التنف الأميركية ، وسدود المياه الموجودة في هذا الممر ، لذا كانت إثارة النعرات الطائفية والعرقية بين الدروز ، والعشائر العربية والبدو ، وهي مزمنة هناك منذ عهود طويلة ، كما حدث سابقاً ، في الساحل السوري مع الطائفة العلوية ، وفي الشرق والشمال السوري مع الأكراد ، وكما حصل في العراق بإثارة الفتن النائمة بين السنة والشيعة ، وفي اليمن مع الحوثيين ، وفي البحرين وفي الكويت ، وكذلك ما يثار من حين لآخر في لبنان ، بين الطوائف والمذاهب منذ أحداث السنتين /٧٥ و/٧٦ ، وهي باقية ومستمرة ، طالما أن العدو الصهيوني باقٍ ، وربما تتأجج وتتوسع ، وفق رغبات وغايات مخططات العدو ، وهذا ما يكفي للعرب ككل ، التنبه لمكائد العدو ، الذي يستخدم المشاعر والعاطفة لديهم ، ويؤجج نار الفتن العمياء للوصول إلى غايته الكبرى ، بينما شعوبنا تتلهى ، وقادتنا في سباتٍ عميق يحلمون بالمناصب والمراكز ، في خيال الأمن والسلام الدولي ، الذي نشاهد آثاره في غزة ولبنان وفلسطين وسوريا اليوم ، ولكن : إلى متى ؟؟؟؟

