عون: المفاوضات مع حزب الله تتقدّم ولا أحد يريد الحرب!

عون: المفاوضات مع حزب الله تتقدّم ولا أحد يريد الحرب!

(ليبانون ديبايت)

طرابلس الوطنية
شدّد رئيس الجمهورية جوزاف عون على أنّ الأجهزة الأمنية تعمل بتنسيق كامل، وأنّ الإرادة السياسية والأمنية متّفقة على هدف واحد هو حماية لبنان، مشيرًا إلى أنّ الجيش والقوى الأمنية يواصلون توقيف شبكات المسلحين ويقومون بواجباتهم بأعلى درجات الكفاءة. ودعا اللبنانيين إلى الحذر من الأخبار المفبركة التي تهدف إلى إثارة الخوف والبلبلة، مؤكدًا أنّ كثيرًا مما يُشاع لا يمتّ إلى الواقع بصلة، كالكلام عن دخول مسلحين إلى طرابلس والقصير.

ولفت عون، في لقاء مع وفد من نادي الصحافة برئاسة بسام أبو زيد في قصر بعبدا، إلى أنه أجرى اتصالات شخصية مع حزب الله لمعالجة مسألة السلاح، وأكد أن المفاوضات في هذا المجال تتقدّم ولو ببطء، مع تسجيل تجاوب واضح مع بعض الأفكار المطروحة. واعتبر أنّ هذا الملف يجب أن يُدار بروية وموضوعية بعيدًا عن الشعبوية، لأنّ أحدًا لا يريد الحرب، ولا أحد قادر على تحمّل تداعياتها.

وفي سياق متصل، نفى الرئيس عون وجود أي “لجنة أمنية” رسمية بين الجيش وحزب الله، مستغربًا الاتهامات التي تُطلق دون مستندات، ومشيرًا إلى أن التنسيق الأمني مع جميع القوى يتم وفق القانون والمؤسسات.

وفي ما يتعلّق بالوضع الحدودي مع سوريا، شدّد الرئيس عون على أنّ اللقاءات الأمنية المشتركة بين لبنان وسوريا تصبّ في مصلحة الشعبين، مؤكدًا أنه تواصل مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل للتحقق من الشائعات حول اشتباكات في الهرمل، وتبيّن أنها غير صحيحة.

وتناول الرئيس عون موضوع محاربة الفساد، مؤكدًا دعمه الكامل للقضاء في فتح كل الملفات، دون أي اعتبار طائفي أو حزبي، وقال: “سأسير في ملف الفساد إلى النهاية، شاء من شاء وأبى من أبى”، لافتًا إلى أنّ التحقيقات طالت أشخاصًا من مختلف الطوائف والانتماءات السياسية.

وفي ما خص اقتراع المنتشرين، أوضح أن الحكومة أنجزت ما عليها، وشكّلت لجنة برئاسة وزير الداخلية لدراسة المقترحات، مشددًا على أن الكلمة الأخيرة تعود لمجلس النواب، وأن ما يهمه هو إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري.

أما عن الوضع في الجنوب، فأكد الرئيس عون أن الجيش منتشر في كل المناطق اللبنانية، باستثناء ما تحتله إسرائيل من أراضٍ تعيق الانتشار الكامل، مضيفًا أن ما يُشاع عن اقتراب الحرب هدفه النيل من العهد وتحقيق مكاسب سياسية.

وأشار إلى أن خطاب القسم ليس برنامجًا سريع التنفيذ، بل خارطة طريق وطنية تتطلب تعاونًا داخليًا وصبرًا، مشددًا على أن عدداً من الخطوات تحقق، منها تشكيل الحكومة، وتعيين حاكم مصرف لبنان، ورؤساء الأجهزة الأمنية، ومجلس القضاء الأعلى، وتنظيم الانتخابات البلدية، وتحسين العلاقات مع الدول العربية.

وحذر عون من الدعوات إلى التسلح، معتبرًا أنها تعبّر عن فقدان الثقة بالمؤسسة العسكرية، داعيًا إلى دعم الجيش في مهماته، سواء في مكافحة المخدرات أو الإرهاب أو الحفاظ على الأمن.

كما أشار إلى أن الحكومة اللبنانية قدمت ورقة مطالب واضحة للسفير الأميركي توماس براك، تتضمن انسحاب إسرائيل من التلال الخمس، والتزامها باتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا انتظار الرد الإسرائيلي عبر الوسيط الأميركي.

واستقبل الرئيس عون السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، في زيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية، حيث شكر السفير دبور الرئيس عون على دعمه الدائم لفلسطين وللاجئين الفلسطينيين في لبنان، متمنيًا استمرار هذا الدعم.

كما استقبل الرئيس عون رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، والمدعي العام المالي الجديد القاضي ماهر شعيتو، وأكد لهما أنّ دور القضاء أساسي في محاربة الفساد، وأن النيابة العامة المالية تتحمّل مسؤولية كبيرة في هذا المجال.

وكان الرئيس عون قد التقى أيضًا السفير السابق سيمون كرم، حيث جرت جولة أفق حول التطورات السياسية الراهنة.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *