كتب ش/ حسام أحمد العلي

كتب ش/ حسام أحمد العلي

•مفهومنا للإسلام

قاعدة راسخة بلا ابتداع ولا اتباع

إن فهمنا للإسلام يقوم على قاعدة أساسية وشرعية ثابتة، لا ابتداع فيها ولا تقليد أعمى، لا صوفية ولا سلفية ولا أشعرية ولا غيرها من التسميات، مع كامل الحب والتقدير والاحترام للجميع.

لقد تربينا على معنى الوحدة، لا التفرقة، وعلى الانتماء للإسلام الخالص الذي يجمع ولا يفرق.

  • إن الدين عند الله الإسلام

قال الله تعالى:
﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: 19].

هذه الآية العظيمة تختصر حقيقة الوجود كله، وتبين أن معيار القبول عند الله ليس في الأسماء ولا في الانتماءات الضيقة ولا في الشعارات، وإنما في الإسلام الصافي القائم على التوحيد والإخلاص والاتباع.

  • الإسلام دين التوحيد والصفاء

الإسلام جوهره الاستسلام لله بالقلب والجوارح، وترك التعصب للأسماء أو الأهواء.

قال تعالى:
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ [النساء: 125].

فالميزان هو إخلاص الوجه لله لا الانتماء إلى طائفة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”
(رواه مسلم).

  • لا للتصنع والزخارف

إن كثيراً من الناس تستهويهم المسميات: هذا صوفي، ذاك سلفي، آخر أشعري … لكن الله عز وجل سمانا اسماً كافياً شريفاً:

﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ﴾ [الحج: 78].

فالمسلم الحق واضح بين، لا يتزين بزخارف ولا يتلون بأقنعة، بل يعلن عقيدته وسلوكه بصفاء وصدق: أبيض أو أسود، لا رمادية في الدين ولا ازدواجية في المبدأ.

  • الوسطية والاعتدال

قال الله تعالى:
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة: 143].

والوسطية هنا ليست تمييعاً ولا تفريطاً، بل التزام بالحق بعيداً عن الغلو والجفاء، واتباع ملة إبراهيم الحنيف:

﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾ [الأنعام: 161].

  • الصفاء والوضوح

حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام أفضل؟ قال: “من سلم المسلمون من لسانه ويده” (متفق عليه).

فالإسلام صفاء سلوك قبل أن يكون زخرفة أقوال، وهو دين البساطة والوضوح، شعاره:

﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه ۝ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾ [الزلزلة: 7-8].

  • ختاماً

إذن؛ الإسلام ليس ألواناً ولا طوائف ولا أزياء، بل هو دين التوحيد والفطرة، دين الحنيفية السمحة التي جاء بها إبراهيم وبشر بها محمد صلى الله عليه وسلم.

فنحن مسلمون وكفى، لا نتعصب لأسماء ولا نتزين بزخارف، وإنما نرفع راية التوحيد الخالصة، ملتزمين
بقول الله تعالى:
﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود: 112].

اللهم علمنا ما جهلنا، وذكرنا ما نسينا، وأنفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأجعل علمنا حجة لنا لا علينا.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *