كتب الشيخ محمد شاكر عجاج
منسق عام جمعية الإصلاح والإنماء الاجتماعي في لبنان
تحت عنوان:
- أنا يا حياة علوت فوق علاك.
إلى الذين أقرأ في وجوههم آيات الفخر والاعتزاز …
إلى الذين تفطرت قلوبهم أسى على واقع المسلمين، فعقدوا العزم على صياغة حياة جديدة تعيد لأمة القرآن مكانتها بين الأمم …
إلى من أراد أن يكون رقماً صعباً في معادلة الوجود، أمة في رجل، ورجلاً في أمة…
إني أرى مسلماً قائداً، يرنو إلى صناعة المجد، ويرفع يديه إلى ربه ضارعاً: “واجعلني للمتقين إماماً”.
هو الذي يصاحب الأقلام، ويصافح الجبال، ويشدو بالقرآن، وينادي من أعماق قلبه:
إلى كل طفل في البلاد… إلى كل شاب تاهت به الغاية… إلى كل شيخ ينتظر النهاية…
إلى العلماء العاملين … إلى الدعاة المخلصين … إلى المتثاقلين عن التمكين … إلى كل مسلم بلغ رسالة الإسلام … إلى أقطار الأرض وزوايا الكون … إلى هذه الأعناق المشرئبة الباحثة عمن يخرجها من الظلمات إلى النور …
يقول لهم: أنا يا حياة علوت فوق علاك .
لقد طال بنا زمن التخلف، وطال ليلنا ورقادنا، حتى أوشكنا أن ننسى بزوغ الصباح من شدة ما ألفناه من ظلام … أو كدنا نعجز عن النهوض لطول ما استأنست أجسادنا بالمكوث في أسر الرقاد .
فلا عذر لنا اليوم بالبقاء في سجن التخلف، والعالم من حولنا يتقدم بخطى سريعة، ونحن نملك من الحوافز الدينية، والدوافع الأخلاقية، والبواعث العملية، ما يفرض علينا النهوض فرضاً… ولدينا من الطاقات البشرية والإمكانات المادية ما يؤهلنا لا للحاق بالقافلة فحسب، بل لقيادتها والتقدم بها.
وشرط النهضة الحقة أن نبنيها بسواعدنا وأيدينا وفؤوسنا… لا أن نرتجي تقدماً يصنع لنا في مصانع غيرنا، نجهل أصوله وجذوره.
والله من وراء القصد .