بعد اعتراف اكثر من مائة وخمسون دولة هل يطيح إجرام نتنياهو

بعد اعتراف اكثر من مائة وخمسون دولة هل يطيح إجرام نتنياهو

بعد اعتراف اكثر من مائة وخمسون دولة هل يطيح إجرام نتنياهو بالرد باحتلال الضفة الغربية واقامة الدولة اليهودية على كامل التراب الفلسطيني..

بقلم سمير الحاج رئيس جمعية اللجان الأهلية..

ان اعتراف اكثر من مائة وخمسون دولة بالدولة الفلسطينية كان يفترض ان يشكل تحولا نوعيا في مسار القضية ويفرض على الاحتلال الاسرائيلي التراجع عن سياساته التوسعية ولكن حكومة نتنياهو المتطرفة قرأت هذه الاعترافات على انها خطوة متأخرة بلا قوة فعلية وها هي فرنسا وبريطانيا تنضم الى لائحة الدول المعترفة بعد عقود من التردد وكأنها ارادت غسل يديها من دماء الشعب الفلسطيني بكلمات شكلية لا تغير في الواقع شيئا ان موقف هاتين الدولتين لا يرقى الى مستوى الجريمة المستمرة على ارض غزة والضفة والقدس اذ لو كانتا جادتين لذهبتا الى فرض عقوبات على اسرائيل ووقف التعاون العسكري والاقتصادي معها بدل الاكتفاء باعتراف لفظي يتلاعب به نتنياهو ويستهزئ بالمجتمع الدولي
وفي الميدان ما يجري في غزة لا يمكن وصفه الا بالمجزرة المفتوحة اقتحامات متواصلة دمار هائل احياء كاملة سويت بالارض مئات آلاف المشردين والجرحى والشهداء معظمهم من النساء والاطفال مشاهد تقشعر لها الابدان تؤكد ان اسرائيل تمارس سياسة الارض المحروقة مستفيدة من غطاء اميركي وصمت اوروبي ان هذه الاقتحامات التي كان يفترض ان تكسر ارادة الشعب الفلسطيني زادت من صلابته ورسخت قناعته بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة المحتل فكل بيت يهدم يولد منه مقاوم جديد وكل دم يسفك يزرع روح التحدي في الاجيال القادمة


ان مشروع نتنياهو بالسيطرة على الضفة الغربية وضمها بالكامل الى الدولة اليهودية لا ينفصل عما يجري في غزة بل هو حلقة متكاملة في مخطط الغاء فلسطين من الوجود التاريخي والجغرافي وهو ما يجعل مسؤولية الدول الكبرى اشد جسامة فالتواطؤ بالصمت او بالاكتفاء باعتراف متأخر يعني شراكة في الجريمة وشرعنة للابادة المستمرة
اما على الصعيد العربي فاننا لا نعول على انظمة ارتبطت بالغرب ونفذت املاءاته فهي اثبتت عجزها وتبعيتها ولم تعد تمثل طموحات شعوبها التي ترى في فلسطين قضيتها الاولى والاخيرة وعليه فان رهاننا الحقيقي هو على صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته وعلى وعي الشعوب العربية والاسلامية التي تدرك ان ما يخطط لفلسطين اليوم سيمتد الى كل المنطقة غدا وان المواجهة قدر لا مفر منه


ومن هنا نتوجه بنداء صادق الى شعوب العالم الحرة التي اثبتت في الميادين والشوارع انها اكثر وعيا وعدالة من حكوماتها فنحن نوجه شكرنا العميق للشعوب الاوروبية التي خرجت بعشرات الالوف شاجبة المجازر والتجويع والتهجير وقائلة بصوت واحد كفى دما في غزة ان هذه المواقف الشعبية تمثل الامل الحقيقي في كسر الحصار الاعلامي والسياسي والانتصار للحق الفلسطيني وهي دعوة لمزيد من التضامن والمقاطعة للكيان الصهيوني.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *