سقوط الهيبة ليس من الناس… بل من الحكومة والإعلام المأجور
خاص جريدة زين الوطن
بقلم الإعلامي مصطفى سقلاوي
في الذكرى السنوية لاستشهاد السيّد حسن نصر الله، اجتمع لبنانيون أوفياء عند صخرة الروشة في بيروت، ليضيئوا المكان بصورة قائدٍ قدّم دمه على طريق المقاومة والكرامة. مشهدٌ رمزيّ وسلميّ، كان يفترض أن يُقرأ على أنه تعبير عن وفاء الناس لرموزهم الوطنية. لكن الحكومة ورئيسها فضّلا أن يتعاملا معه بمنطق المنع والقمع، فصدر القرار بإطفاء الضوء، وتلاه طلب بملاحقة من نفّذوا هذا العمل البسيط.
المفارقة أنّ الإعلام الموجَّه والمأجور لم يتأخر لحظة في صبّ الزيت على النار. انطلقت الحملات المنظّمة ضد الجيش والقوى الأمنية، وتشكيك في هيبة الدولة، وتحريض طائفي لا هدف له إلا جرّ الشارع إلى مواجهة داخلية تخدم العدو الإسرائيلي وحده.
الحقيقة أوضح من أن تُخفى: هيبة الدولة لا تُصان عبر قمع الناس، بل عبر العدالة والإنصاف وحماية الوحدة الوطنية. عندما تصبح صورة شهيد المقاومة أخطر على الحكومة من الجرائم الاقتصادية والسياسية التي دمّرت البلاد، ندرك أن السلطة فقدت البوصلة والأولويات.
أما الإعلام الذي نصب نفسه محكمة فوق الجيش والدولة، فهو شريك مباشر في جريمة تمزيق ما تبقّى من نسيج وطني. الإعلام الذي يغضّ الطرف عن سرقات المصارف وفشل السياسات، ثم يستفيق فجأة عند صورة على صخرة، لا يمارس صحافة بل يتورّط في مشروع فتنة.
إن أخطر ما يواجه أي دولة ليس صورة مضاءة على صخرة، بل سلطة عاجزة تُقمع شعبها، وإعلام مأجور يحرّض بدل أن ينطق بالحق. وهكذا، فإن من أسقط هيبة الدولة بأيديهم هم الحكومة والإعلام التابع لها، بينما ظلّ الناس أوفياء لشهدائهم وقضيتهم.