نكبة البرامكة جعفر بن يحيى ووالده وإخوانه من وجهة نظر فارسية
كتب عبد الهادي محيسن مؤرخ وباحث
قال كشواد :” الأمر الذي انتهى بضررنا هو الشقاق الذي وقع بين جعفر وأبيه وإخوانه ، أفسد جعفر خطتنا بسبب طيشه وحكاية مغازلته تلك للعباسية المرأة ذات الأربعين ربيعاً ! ثم تواطأ مع عبد الملك بن صالح الذي ثار على الخليفة ، والمبلغ الهائل الذي أخذه من الخزينة وأعطاه له ، وانفضح أمره وأفعال جعفر تلك التي جعلت الخليفة هارون الرشيد يسيء الظن في البرامكة ، بينما كانت أفعال يحيى والفضل رشيدة ورصينة .
قال بروزان :” والآن قد مضت فترة والخليفة معرض عن جعفر ، واتخذ من زرارة بن محمد نديماً لنفسه في مجالس الإنس والقصف ، وبناءً على ما كتبه موسى في خطابه الأخير ، أقدم هارون على حبس يحيى بن عبد الله الذي تواطأ مع جعفر وأمر جعفر أن يقتله ، لكن جعفر أطلق سراحه فأخبر الفضل بن الربيع هارون بهذا الأمر وهذا ما تسبب في الخلاف بين الخليفة والبرامكة بشكل أكبر .
آزاد بخت : ” ولكن هذا لا يعد سبباً ليغضب هارون الرشيد من جميع البرامكة ، فهو منذ البداية كان يدعم جعفر ويعلم أن العلاقة بين جعفر ووالده وإخوته ليست جيدة ” .
برزان :” هذا أحد أسبابه ولكن يجب أن لا ننسى خصومة عيسى بن ماهان ذلك الذي قد وصل الى حكم خراسان بمعاونة يحيى وأخبر الخليفة أن البرامكة يتبعون دين آبائهم ، ويشجعون على الإلحاد والمجوسية والزرادشتية ، ولهذا السبب ومنذ فترة بعث هارون عدة رجال يراقبون أعمالنا وأحوالنا ، ومن ناحية أخرى نسبوا الى موسى الكاظم الإمام السابع عند الشيعة الإثنا عشرية التمرد والعصيان ، وقد كتب إليه أحد أقارب الخليفة : ( كثير من الناس ينظرون الى موسى الكاظم على أنه الإمام الحقيقي ويعطونه خمس أموالهم ) وكتب أبو ربيعة الى هارون : ” بم سيجيب الخليفة يوم القيامة على إيداعه بلاد المسلمين في يد البرامكة المرتدين الزنادقة
أفكارهم وأعمالهم ويضعفوا دينهم ويقضوا عليه رويداً رويداً ، ويعيدوا بناء معبد نوبهار من جديد ليعيدوا الناس الى البوذية ويطيحوا بالخليفة ، من أجل ذلك اجتهدوا ليحوزوا ثقة العرب ، وقد بلغوا مقصدهم في ذلك ، فالخلفاء العرب كلهم كانوا أداة في يد البرامكة كدمى مسرح العرائس وفي الحقيقة هم يحكمون لكن في ما يتعلق بنظام البلاد إن اعتبر العرب أنفسهم غير محتاجين الى عون البرامكة فهم يخطئون هنا