كان لرجل ميسور كلب يحبه كثيرًا لوفائه وهي صفة اشتهر بها هذا الحيوان وافتقدوها كثير من الناس. عندما كبر الكلب واصبح ضعيفًا عاجزًا اعتنى به صاحبه وابقاه عنده ولم يرمه في الشارع او يضعه في مأوى كما يفعل الأبناء العاقون بوالديهم.
مات الكلب فدفنه صاحبه في مقبرته مما اثار غضب الحاسدين المنافقين اللذين اشتكوه للوالي بغية ايقاع الخلاف بين الاثنين. اصطنع هذا الاخير الغضب وارسل يستدعي صاحب الكلب خاصة وقد سمع عنه غناه وكثرة ماله مما يتيح له ابتزازه.
قبل ان يسأل الوالي صاحب الكلب عن حقيقة دفنه في مقبرة الناس. قدم هذا الاخير صرة كبيرة من المال للوالي قائلًا له: “اوصاني كلبي قبل وفاته ان اقدم لك هذه الصرة وقد سمع عن وفائك واخلاصك ومحبتك للناس والكلاب”. ما ان اصبح المال بيد الوالي حتى اشرقت اساريره وقال للرجل: “حسنًا فعلت بدفن الكلب في مقبرتك وقد مات بين يديك شاكرًا لك عنايتك مما يدل على ضمير حي واخلاق حميدة؛ غدًا ساصدر قرارًا يسمح لمن يريد اكرام كلبه ان يدفنه اين شاء ومتى شاء”.
في الحقيقة ان المال يغير الاحوال ويبقى النفاق يبدل الاخلاق.
جورج بدر غانم \ المصدر:
*(مركز النهوض) الاعلامي