كرمني مشكورا الصديق
فواز سنكري بأهدائي كتاب قصص عائلية رواها شفهيا السيد غسان مرعوش و كتبها سردا الكاتب و الصحافي و المعلق و دينامو جريدة التمدن (و مصلح اخطائي اللغوية) الصديق فواز سنكري
الكتاب ٤٥٤ صفحة تروي ذكريات و اخبارا يومية عاشها الطرابلسي الأصيل غسان مرعوش ابن المرحوم دولان مرعوش
انا اذكر جيدا المرحوم دولان الرجل المهيب الطويل القامة المستطيل الوجه،
في تلك الايام لم نكن نلبس الجاهز بل كنا نفصل ثيابنا عند الخياط و كان خياطي المرحوم عبد الوهاب الحفار الذي محله على بعد خطوات من محل لابل معرض السجاد العجمي حيث تربع ملك السجاد الفاخر دولان و كنت انظر الى المعروضات في الفيترينتين و احيانا على الرصيف منبهرا…و كثيرا ما كان المرحوم دولان يصلي قريبا من باب محله
الكتاب ممتع لأنه يروي المجريات اليومية لعائلة بورجوازية طرابلسية عمل مؤسسها بالتجارة و نجح لانه احترم نوعية بضاعته فكسب الثقة
يبدأ الكتاب بتعريف بلدة مرعش منبت العائلة و يحدثنا عن الاجداد فنرى مثالا كيف تكونت عائلات طرابلس
و يروي كفاح دولان و انتقاله من الموبيليا الي السجاد و غربته في العراق و ايران اليس هذا مسار العديد من تجار طرابلس
يروي لنا غسان ما جرى من احداث اثناء الثورات و الحرب الاهلية و حرق المحل
معطيا تحليله للاحداث التي شقلبت الاوضاع السياسية :عبد الناصر و ما تبعه….
يتخلل كل هذا اخبار العلاقات الداخلية في عائلته فنبتسم لأنها تشبه ما نعيشه
الكتاب يروي ايضا قصة لطفي ميقاتي و زوجته فنفهم من تحليله العلاقة العميقة التي تستيقظ فينا بعض الأحيان للخلافة العثمانية…..
ذكرني الكتاب بما يسمى بالفرنسية chroniques
و هو اخبار عن يوميات لها دلالة لأنها في ظاهرها خبرية و لكنها في الحقيقة عمقنا الحضاري
منقول