نعي رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص \ فيصل درنيقه

بقلوب مليئة بالحزن والأسى، ننعى رئيس الحكومة السابق دولة الرئيس الدكتور سليم الحص، الذي رحل عن عالمنا تاركًا إرثًا من النزاهة والإخلاص للوطن. لقد كان الدكتور سليم الحص رمزًا للقيادة الحكيمة، وتجسيدًا للقيم النبيلة التي يحتاجها وطننا في أوقات الأزمات.
عُرف سليم الحص بمزاياه العديدة، حيث كان يتمتع بنزاهة لا مثيل لها، وولاء عميق لوطنه وأمّته. لقد جسد في حياته السياسية مفهوم الخدمة العامة والالتزام الوطني والقومي، وكان دائمًا حريصًا على مصلحة لبنان وشعبه، وعلى قضايا أمّته وفي مقدمها قضية فلسطين، من خلال مواقفه الحكيمة، أثبت أنه رجل دولة بامتياز، ورجل مبادئ بامتياز أيضاً، يسعى دائمًا لتحقيق العدالة والمساواة.
من أبرز مواقفه التاريخية كانت زيارته إلى مدينة طرابلس على رأس وفد من دار الفتوى يضم الدكتور حسين القوتلي، والشيخ خليل الميس (رحمهما الله)، والشيخ خلدون عريمط، خلال المحنه التي تعرضت لها المدينة سنة ١٩٨٣، حيث أظهر شجاعة نادرة في تلك الأوقات الصعبة. كان له دور بارز في جهود وقف إطلاق النار، مما ساهم في تخفيف معاناة المواطنين. لقد أمضى ليلة في دارنا في أبي سمراء برفقة الاخ المناضل الاستاذ معن بشور وأمّت الوفود السياسيه والاجتماعيه للقاء به، وكانت تلك اللحظات شاهدة على إنسانيته واهتمامه الحقيقي بالناس. كانت تلك الزيارة تجسيدًا لرغبته في بناء جسور الثقة بين الأطراف المتنازعة والعمل على تحقيق السلام.
وما من مرّة كنت أزوره فيها برفقة إخواني في تجمع اللجان والروابط الشعبية والمنتدى القومي العربي، إلاّ وكان يسألني عن أحوال طرابلس وأوضاعها الأمنية والمعيشية، فلقد سكنت طرابلس في قلبه، كما سكن هو في جوارح أبنائها وضمائرهم.
إن رحيل سليم الحص يمثل خسارة كبيرة للبنان، ولكن إرثه سيظل حيًا في قلوبنا وعقولنا. سنستذكر دائمًا إخلاصه وتفانيه في خدمة الوطن، وسنواصل السير على خطاه في السعي نحو مستقبل أفضل.

رحم الله سليم الحص، وأسكنه فسيح جناته.

رئيس الندوة الشمالية، عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *