لوحة الغني الشره للفنان دانهاوزر
لوحة وقصة
رغم أن الرسّام النمساوي جوزيف دانهاوزر (Josef Danhauser) لم يعش أكثر من 40 عاما (1805-1845) فإن أعماله أثارت جدلا واسعا لكونها تعاملت مع قضايا اجتماعية وأخلاقية، مما أثار استياء طبقة النبلاء وأصحاب النفوذ مسببا تجاهل الطبقات الأرستقراطية لأعماله كليا، فكان من الرسامين المنبوذين بين أقرانه.
كان دانهاوزر يحاول عبر لوحاته أن يكون صوت من لا صوت لهم: العمال والفلاحين والفقراء والمشرّدين، وحتى البغايا اللواتي سلكن هذا الطريق المعوج بزعم ضيق ذات اليد.
تعج اللوحة بالتفاصيل التي تثير السخرية والرثاء في آن. يقف ثري في مركز اللوحة، وهو بطل المشهد. يرتدي ثيابا تعبّر عن وضعه الاجتماعي والكثير من المجوهرات، ويشرب كأس نبيذ (خمر) وأمامه طاولة عليها مأكولات. على النقيض التام، يقف فقير مسكين مرتديا أسمالا بالية، ويمد قبعته نحو السيد لعله يجود عليه ببضع لقيمات.
ينطوي التناقض أيضا على صورة أخرى لخادم ربما تم استجلابه عبدا من أحد البلدان التي احتلها الإنجليز، يقف مندهشا وهو ينظر إلى المسكين الذي نجح في الوصول إلى غرفة الطعام عبر الشرفة المفتوحة. يحمل الخادم زجاجة خمر للسيد الذي يقف منتصف اللوحة رافعا كأسه فارغة، وغالبا ينتظر المزيد.
بالعودة إلى وسط اللوحة، نجد أن السيد الشره مُحاط بامرأتين، إحداهن تقف ممتعضة من منظر الفقير الذي دخل من الشرفة، وتميل نحو سيدها الغني وهي تضع يدها على ردائه. ترتدي المرأة فستاناً يدل على طبقتها الاجتماعية، بالإضافة إلى المجوهرات في يديها، وتنظر نحو الفقير المسكين كأنه مصدر تهديد.
هند مسعد.
منقولة بتصرف
عن صفحة الفن لغة العالم