أثناء تصوير فيلم أبي فوق الشجرة
كان عبدالحليم يسجل أغنية ” أحضان الحبايب ” وطلب من عمر خورشيد عازف الجيتار بالفرقه أن يشوفله واحد عازف اورج شاطر من الفرق إللي كانت وقتها بتعزف غربي ومكسرة الدنيا .. فقال له عمر : فى عازف اورج صديقى شاطر جدآ وفنان بجد بس هو سنه صغير شوية فقال له حليم مش مشكلة خليه ييجي ويجيب معاه الأورج بتاعه .. وفعلا جاب صديقه النجم مجدى الحسينى وكان عمره وقتها ( ١٧ عام ) فسخر منه كل أعضاء الفرقةالماسية ولكن حليم قال له أسمع يا شاطر تعرف تعزف المطلع ده وتخليه بصوت موسيقى مناسب ومميز ؟ فقال مجدى نعم أكيد وأخذ النوتة الموسيقية وأدى مطلع أغنية أحضان الحبايب بشكل مذهل جعل عبدالحليم يصرخ ويقول مش ممكن الواد ده أكيد فيه عفريت ثم استطرد حليم وقال أنا كنت عايز اعمل غنوة واحدة فى الفيلم بالأورج ولكن عقابا لك أنا حأعمل كل الأغاني بالأورج .. وتوطدت العلاقة بينهم بشكل كبير جدا جعل مجدي الحسينى يحضر كل بروفات الأغانى فى بيت حليم ثم يبيت أيضا فى بيته ..
ويقول مجدي الحسينى أن حليم راهن على نجاحه بهذا الشكل المذهل مع الجميع .. ولكن كانت مشكلته الوحيدة وقتها سخرية أعضاء الفرقة من سنه ورفضهم أن يعمل مجدي بجوارهم على المسرح رغم انه أصبح يسجل معظم ألحان المطربين والملحنين الكبار .. حتى جاءته الفرصة للوقوف على المسرح لأول مرة مع الفرقة عام 1969 عندما وافق الموسيقار محمد سلطان والنجمة فايزة أحمد أن يعزف معهم فى أغنية ” خليكوا شاهدين ” فأبهر العالم واكتسب شهرة ونجومية واسعة بل وتم تسجيله بعد ذلك فى موسوعة جينيس أنه من ضمن أسرع 10 عازفين اورج فى التاريخ ..
وسافر مجدي بصحبة عبدالحليم كثيرا خاصة إلى اوروبا وأثناء إحدى الرحلات إلى باريس شاهد مجدي فى إحدى المعارض فى الشانزليزيه أحدث اورج على الإطلاق وكان ثمنه غالي جدا .. وفى اليوم التالي كان الجميع فى سيارة تقلهم إلى المطار للعودة إلى القاهرة ولكون مجدي يعلم شدة عشق حليم لكل تطوير بالموسيقى لدرجة أنه يصرف من جيبه مبالغ ضخمة إذا رأى أى شىء جديد ممكن أن يضيف إلى الموسيقى .. فحكى له قصة الأورج وأنه غالي جدا وو فما كان من عبدالحليم إلا أنه أمر السيارة بالتوجه إلى الشانزليزية قبل ذهابهم إلى المطار ..
وبالفعل وجد الأورج وكان غاليا جدا فقرر أن يعيد ساعة قيمة جدا اشتراها قبل هذه الواقعة بيوم واحد ثم أكمل باقي المبلغ واشترى الأورج ..
هل رأيتم إخلاصه وحبه للفن والتطوير لصالح الفن العربي إلى هذه الدرجة . وبالفعل تم استعمال الأورج الجديد في رائعة عبدالوهاب ” نبتدي منين الحكاية ” ثم استعمله مرة أخرى في رائعة الموجى ” قارئة الفنجان ” الله يرحمكم يا أيقونات الفن العربي يا من اثريتم مسامعنا بمجوهرات فنية لن يكررها الزمن .. ( معذره هذه الوقائع والأحداث لم يحكيها شخص عن شخص وهكذا لا هذه الأحداث وغيرها حكاها شخصيا النجم المحبوب شيطان الأورج مجدي الحسيني )
والله يرحمك يا حليم .
عن صفحة الموسيقار
مجدى الحسينى