سارة: مُنتَظَرة ومُنتظِرة

سارة: مُنتَظَرة ومُنتظِرة

بقلم الأديب الأستاذ جورج بدر غانم

يهود الدونمة يعيشون في تركيا ولهم نفوذ كبير، ومازالو حتى يومنا هذا ينتظرون مسيحًا يجعل منهم اسياد العالم.
في القرن السابع عشر اجتاحت موجة من الفرح يهود العالم لأن المسيح المنتظر ظهر في مدينة إزمير. ودرس العلوم الدينية ونبغ فيها واعترف به اليهود حاخامًا وهو في العشرين من عمره، رغم عدم استقراره العقلي؛ مرة هو في حالة نشاط وأخرى في حالة قنوط، وقد برّر اتباعه الحالة الاولى بالاستنارة والحالة الثانية بالتفكير العميق. في مدينة القدس، تعرف الحاخام الى يهودي يدعى “ناثان” يدعي ان روح النبي ايليا حلّت فيه وانه اهتدى الى فتاة إيطالية يهودية على قسط وافر من الجمال وعلى علم وافر في الشريعة وهي تنتظر المسيح الآتي كي تتزوجه وتقيم معه مملكة يهوذا. في القدس طاف الحاخام سبع مرات حول المدينة وسط حشود كبيرة تهتف له ولنجاحه، خاف والي المدينة المقدسة من شعبية الحاخام فأمر بطرده الى إسطنبول. طلب الحاخام من السلطان توليته على مدينة القدس، لكن السلطان سجنه اتقاء للفتنة وقد انقذه طبيب السلطان الخاص وهو طبيب يهودي اقنع الحاخام باعتناق الدين الإسلامي وتولي مركزًا هامًا في وزارة الاديان. في مدة قصيرة درس الحاخام الدين الإسلامي وبقي يمارس الازدواجية، فهو يهودي مع قومه ومسلم مع الحكم العثماني.
في الحقيقة إن الازدواجية صفة كثير من السياسيين المراوغين والمنافقين الذين يقلبون البارودة من كتف الى آخر دون ان يكون لهم رأي حر.
وما قولهم الشهير “لي بياخد إمي اسمو عمّي” الا دليل على التلون مثل الحرباية.

جورج بدر غانم

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *