قصة غنوة ساكن قصادي نجاة الصغيرة.. حسين السيد

قصة غنوة ساكن قصادي نجاة الصغيرة.. حسين السيد

نجاة طول عمرها صوتها رقيق ورومانسي ومالهاش في الشعبي او البلدي .. لكنها حبّت اوي اغنية شادية ” مين قالك تسكن في حارتنا تشغلنا وتقل راحتنا ” .. الاغنية دي كسّرت الدنيا وقتها .. وقتها كانت نجاة بتغني بان عليا حبه وغريبة منسية وسمارة سمارة ليه الحلو بيدّارا وكلمني عن بكره وابعد عن امبارح .. بخاف من الذكري وسهمها الجارح. يعني اغاني رومانسية راقية وجميلة مش شعبية خالص.
لكن نجاة زي ماتقول كده غارت من شادية ونجاح اغنيتها الساحق ” مين قالك تسكن في حارتنا ” .. وكان عاجبها في الاغنية الحدوتة الدرامية الخفيفة .. القصة اللي ليها بداية ووسط ونهاية .. فاتصلت بحسين السيد مؤلف الاغنية وقالت له : عايزة حاجة زي غنوة شادية .. فرد عليها حسين السيد ضاحكا : ايه يانوجة .. بدأنا نغير ولا ايه؟
.. لا والله مش غيرة ولا حاجة .. بس عايزه اغيّر في نوعيةالاغاني بتاعتي شوية.
رد : بس انتي مالكيش في الشعبي خالص يانوجة .. صوتك مياخدش للسكة دي.
فقالت له بعفوية شديدة وكأنها طفلة ” شبطّانة ” في لعبة : ماليش دعوة .. اتصرف .. عايزة
اغنية الناس تشوفها وهى بتسمعها!
. بعد يومين اتصلت به : كتبتها ياجميل ؟
.. يانوجة بقولك سيبيني يومين .. مش بقصد 48 ساعة .. يومين يعني شوية كده اشوف ايه اللي يليق عليكي .. وبعد اسبوع اتصل بيها وسألها : ايه حكايتك مع ابن الجيران اللي كان ساكن قصادك؟
باستغراب سألته : ايه ده .. مين قالك ع الحكاية دي ؟
فرد: ده فيه حكاية بقى بجد وانا معرفش.
ردت : ايه حكايتك يا استاذ حسين .. انت بتوّهني في الكلام عشان مسألكش عملت ايه في الاغنية ؟
رد : ياعبيطة .. ماهي دي الاغنية .. ساكن قصادي وبحبه.
وبدأ يقول كلماتها في التليفون : ساكن قصادي وبحبه .. واتمنى اقابله .. فكرت اصارحه .. لكن ابدا مقدرشي اقوله اقوله .
نجاة اتجننت : حبيب قلبي مش هينفع اسمعها في التليفون .. ساعة واكون عندك .. اعمل حسابي علي العشا..وفي بيت حسين السيد مسكت الورقة وقعدت تقرا .. وفي يوم صحيت على صوت فرح بصيت من الشباك .. زينة وتهاني وناس كتير دايرين هنا وهناك .. شاورولي بإيدهم وقالولي عقبالك.
حسين السيد باصص لنجاة وعايز يشوف تعبيرات وشّها .. لقى عنيها بتضحك بعد ” وقالولي عقبالك ” .. هلّلت م الفرحة وسألت : قالوا جارك .. حبيبي حبيبي .. اللي ساكن قصادي وبحبه.
نجاة بصت لحسين السيد وعنيها فيها دمعة حيرانة .. تنزل ولا تستنى شوية .. ماهي مش عارفة النهاية حتكون ايه
.. كمّلي يانوجة وبصوت مسموع .. ” حسين السيد اللي بيقول لها :
رحت الفرح بالليل ورسمت في عنيا الفرحة .. ساعة ماكان بيشيل بإيديه وبعنيه الطرحة.
هنا دمعة نجاة الحيرانة نزلت وسكتت .
.. مالك يانوجة .. كمّلي .
بصوت مبحوح ومجروح قالت له : حلوة اوي ” وبعنيه الطرحة ” .. صورة تعبيرية هايلة منك.
طيب كمّلي.
شربت شربتهم وانا قاعدة بصّالهم .. لحد ماقاموا ومشيت مشيت اوصلهم .. حتى الأمل مابقاشي حقي افكر فيه .. بعد الليلة دي خلاص بقى غيري أولى بيه.
.. اخدت منها الورقة وقريت : ناس في طريق النور مابين فرح وشموع .. وانا في طريق مهجور ومنواره بدموع .. ولقتني فايته من جنب بابه .. لاهو داري بقلبي ولا باللي نابه .. ويا ويلي ياويلي من طول غيابه .. ويا ويل ايامي من جرح عذابه .. وعذاب الجرح اللي فاتهلي وسابه .. لحد نهاية الاغنية : ساكن في قلبي وساكن قصادي وبحبه .. بحبه بحبه.
وهى بتمسح دموعها : هات التليفون .
حاتكلمي مين ؟
ردت : الاستاذ .. حيتجنن لمّا يسمعها
قال : قصدك عبد الوهاب .. ؟
قالت : وهو فيه غيره ” يخرج ” الاغنية دي
رد مداعبا : قصدك يلحن مش ” يخرج “.
قالت : انت فاهمني وعملت اللي نفسي فيه .. دي مش اغنية .. دي فيلم .. الناس تشوفه وهى بتسمعني.
رد : برافو عليكي .. بس دي مسؤولية يانوجة .. عايزة منك تخليهم يشوفوا بصوتك اللي مش شايفينه بعنيهم.
.. طيب فين التليفون ؟
رد : مش محتاجة تكلميه .. الاغنية عنده وبيلحنها لك .. مفاجأة مش كده ؟
بفرحة كبيرة : والمصحف بتتكلم جد ؟
وهو مبتسم : والمصحف الشريف بعتها له امبارح وعجبته جدا .. ومن غير ما اقوله الاغنية كاتبها لمين .. قال لي هو : دي بتاعت نجاة .. مرسومة عليها.
وغنتها نجاة سنة 63 .. ومن يومها واحنا بنعشقها عشق .. وفعلا .. تكاد تكون الأغنية الوحيدة اللي ممكن تشوفها وانت بتسمعها .. بداية مبهجة ونهاية موجعة وفي الوسط دموع وآلام .. والختام رغم الحقيقة : ساكن في قلبي وساكن قصادي وبحبه .. وتؤكدها مرتين : بحبه .. بحبه!
وكما نلاحظ ، لم تنته الأغنية مثلما بدأت، بل زادت وأضافت، فإن كان من منحته رقيق مشاعرها قد راح لغيرها، الا انه يظل حبها الاول، وان احبت بعده مائة.. سيبقى هذا الحب كمعنى وذكرى يحتل حناياها وجنباتها.. رابضا مستوطنا فؤادها.. يمد في شرايينه دماء الحياة، فتروي بذوره وتطرح ورودا واشجارا ونبع ماء وخضرة

صفحة الاستاذ علي شبانة

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *