الجماعة الإسلامية

الجماعة الإسلامية في طرابلس تفرض إيقاعها

الجماعة الإسلامية في طرابلس تفرض إيقاعها وتتجه للتحالف مع “حراس المدينة” في الانتخابات البلدية

تتحضّر مدينة طرابلس لدخول مرحلة جديدة مع اقتراب الانتخابات البلدية، حيث بدأت ملامح التحالفات تتضح، وتحديدًا بين الجماعة الإسلامية ومجموعة “حراس المدينة”. هذا التحرك يُظهر أن الجماعة، التي لطالما كانت لاعبًا حاضرًا في السياسة المحلية، تسعى اليوم إلى مقاربة مختلفة، تُراعي التغييرات التي طرأت على الشارع الطرابلسي في السنوات الأخيرة.

التحالف مع “حراس المدينة” ليس تفصيلاً بسيطًا. هذه المجموعة الشبابية التي نشأت من رحم الحراك الشعبي، قدّمت نفسها كصوت الناس المهمّشين، وعبّرت عن وجع المدينة ومعاناتها. من هنا، فإن التقاطع بين الجماعة الإسلامية وهذه المجموعة يبدو كأنه محاولة لخلط أوراق المشهد السياسي، وربما إعادة التوازن فيه.

البعض يرى أن هذا التحالف هو خطوة ذكية من الطرفين. الجماعة تحتاج إلى دم جديد يعيد ربطها بالناس، و”الحراس” بحاجة إلى غطاء سياسي وتنظيمي يُسند طموحاتهم. أما المواطن الطرابلسي، فربما بات ينتظر فعلاً وجوهاً جديدة وتحالفات واقعية تعكس همومه اليومية، بعيدًا عن الشعارات التقليدية والخطابات المستهلكة.

باختصار، طرابلس أمام مشهد انتخابي مختلف هذه المرّة. الجماعة الإسلامية لم تعد تتحرك وحدها، بل تبحث عن شركاء من خارج الإطار التقليدي، و”حراس المدينة” يدخلون اللعبة السياسية من بابها البلدي، حيث تبدأ التغييرات الحقيقية. تبقى العيون على صناديق الاقتراع، فهي وحدها من سيحسم إن كان هذا التحالف سيُترجم فعلاً إلى حضور وتأثير، أم سيبقى مجرّد خطوة في سياق التجربة.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *