مقال بقلم الأديب الأستاذ جورج بدر غانم

مقال بقلم الأديب الأستاذ جورج بدر غانم

شهيدتان فلسطينيتان في نيسان عام ١٩٤٨.

في احدى مقالاتها الشيقة والتي تعود لعدة سنوات، كتبت الاديبة الموهوبة د. فلك مصطفى الرافعي عن احدى المبشرات بالجنة “سمية بنت خياط” واسمتها صاحبة الهوية الاستشهادية رقم واحد. اليوم وفي شهر نيسان من عام ٢٠٢٥ يعود الفلسطينيون بالذكرى لنيسان ١٩٤٨ يوم استشهدت فتاتان بعمر الربيع (١٨ و ١٩ سنة) واحدة في حيفا والأخرى في دير ياسين خلال المعارك العنيفة بين الصهاينة والمجاهدين العرب. الأولى تُدعى جوليات زكا مجازة في التمريض، مارست عملها في جبهة القتال حتى اصيبت برصاص سام أودى بحياتها بعد عذاب اليم. من المحزن ذكر الليلة الاخيرة قبل وفاتها وقد سألت اختها روزيت: “هل انا حلوة؟” اجابتها الاخيرة: “انتي دائمًا حلوة لماذا تسألين؟” اجابتها الاستشهادية: “عندي شعور بالخوف من الغدر ومن نداء تعيس مجهول”. عندما نقلت الوالدة وابنتها روزيت البطلة جوليات الى احدى المنازل وطلبوا سيارة اسعاف لم تصل، لان الصهاينة قتلوا السائق وسرقوا السيارة.
الاستشهادية الثانية هي الفتاة حياة البلبيسي التي وُلدت في الفقر وعملت باكرًا لتعيل عائلتها بعد وفاة والديها. تخرجت من مدرسة التمريض وعُينت في بلدة دير ياسين، ودربت فتياتها على عمليات الاسعاف.
احساس داخلي فيها يستشعر خطرًا داهمًا. في الواقع كانت الحياة القصيرة التي عاشتها حياة مأساة، وبالفعل فقد هاجم البلدة قتلة من عصابات الاورغون وشتيرن بقيادة السفاح مناحيم بيغن الذي نال جائزة نوبل للسلام بعد ثلاثين عامًا م من المجزرة.
ان للبطلتين هوية استشهادية واحدة: “مسيحية، اسلامية، عربية بامتياز.

جورج بدر غانم

مركز النهوض الاعلامي

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *