أي سلام تريده الشعوب العربية

أي سلام تريده الشعوب العربية

🕊 “السلام” الذي يكلف تريليونات… ويجلب المجاعة والهيمنة

منذ عقود، ترفع الأنظمة العربية وبعض نخبها شعار “السلام خيار استراتيجي”. لكن السلام الذي يُسوّق له على أنه خلاص الشعوب، تحوّل إلى عبء اقتصادي، واستنزاف اجتماعي، وذُلّ سياسي. إنه “سلام” لا يُطعم جائعًا، ولا يبني مصنعًا، ولا يمنع كارثة. بل صار في بعض البلدان بابًا واسعًا للمجاعة، والنهب، والانهيار.

💰 سلام بمليارات… وجوع بملايين

كم دفعت مصر منذ “السلام” في كامب ديفيد إلى اليوم؟

مليارات من الديون الخارجية.

انهيار قطاعات استراتيجية كالزراعة والصناعة.

اعتماد شبه كلي على المعونات المشروطة.

60% من الشعب تحت خط الفقر الغذائي.

أهذا هو السلام؟ أم ترسيخٌ للهشاشة باسم الاستقرار؟

🛢 لا نفط… لا حرب… لا كرامة

في الأردن، يُمنع التنقيب عن النفط بذرائع بيئية أو تقنية، بينما تُقدَّم المساعدات المشروطة من المانحين بديلاً. المواطن يدفع ثمن كل شيء: الماء، الكهرباء، الخبز… ويُقال له: احمد الله أننا في “سلام”.

أي سلام هذا، يمنعك من استغلال أرضك، ويقنعك أن الجوع فضيلة؟

🔥 السودان: لا حرب ضد العدو… بل ضد الأخ

في السودان، لم يكن هناك “عدو صهيوني”، ولا حرب إقليمية خارجية. لكن “السلام الداخلي” فُرض على حساب الهويّة، والسيادة، والثروات. فكانت النتيجة:

تقسيم الدولة.

حرب أهلية دموية.

تدخل خارجي وهيمنة على منابع الذهب والنفط.

أي سلام هذا، يحوّلك إلى ساحة تصفية حسابات دولية؟

🛰 سلام بطعم الاستعمار

السلام الذي لا يُنتج استقلالًا، ولا يصون السيادة، ليس سلامًا بل إدارة استعمارية بوجه ناعم. يفتح الأبواب أمام:

قواعد عسكرية أجنبية.

تطبيع اقتصادي على حساب السوق المحلي.

ثقافة استهلاكية مفروضة تُدمر الإنتاج.

النتيجة؟ شعوب متخلفة اقتصاديًا، تابعة سياسيًا، مهددة وجوديًا.

📉 السلام الذي لا يُثمِّن… لا يُؤمَن

“السلام” الذي:

لا يمنح الغذاء.

لا يحفظ الثروات.

لا يحترم السيادة.

لا يمنع الحروب الأهلية…

ليس سلامًا، بل وهم باهظ الثمن. سلام يكلف تريليونات، ويُنتج مجاعة، وديونًا، وخرائط مبتورة.

🧭 الخاتمة

لقد آن الأوان لإعادة تعريف مفهوم السلام في العالم العربي. السلام ليس غياب الحرب فقط، بل وجود العدل، والسيادة، والتنمية. أما السلام الذي يُفرض مقابل النفط، والمياه، والموانئ، والمواقف السياسية، فهو مجرد هدنة بين الجوع والذل.

فمن لم يمت بالحرب، مات بالتجويع المنظم… باسم السلام.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *