نشرة صوتنا للمدى الفنية – 6 أغسطس
البورتريه كمرآة للفكر: حين يرسم الفنان نفسه في دوامة الظلمات والنور
د. عصام عسيري
منذ بدايات الفن، كان رسم البورتريه أداةً لا لتوثيق الملامح فحسب، بل لالتقاط الجوهر النفسي والفكري للشخصية. وعندما يكون الفنان نفسه هو موضوع الرسم، يصبح البورتريه أكثر من مجرد صورة، إنه مواجهة مباشرة مع الذات، وحوار صامت بين الداخل والخارج.
في نهاية الستينات وبداية السبعينيات، أنجز الفنان سيد درويش أحد الفنانين المصريين–الفرنسيين سلسلة من البورتريهات الذاتية، منفذة بتقنيات رسم بقلم الرصاص وبالقلم وحفر طباعي لينو وخشب متنوعة، توثّق مرحلة شخصية شديدة الاضطراب. هذه الفترة كانت مسرحاً لصراع داخلي حول المعتقد والانتماء الديني، حيث تنقّل الفنان بين النور والظلمات، وبين الانتماء الديني والانسلاخ عنه. عاش وجيله في تلك الفترة تنافضات كبرى النكسة ثم الانتصار والتحوّل من النظام الاشتراكي المغلق للرأسمالي المنفتح .
البورتريهات تحمل ملامح متقاربة: وجه مشدود، عيون نافذة لكنها غارقة في شرود داخلي، وخطوط حادة تلتف حول الملامح كما لو كانت تلتف حول عقلٍ محاصر بأسئلته. في بعضها، نرى الظل يبتلع نصف الوجه، وكأن الفنان يرسم نفسه بين نور العلم والإيمان وظلام الحيرة وتبدّل الأحوال. وفي أخرى، الخلفية تعج بخطوط غير مكتملة أو فضاءات فارغة، تعكس بيئة فكرية مضطربة ومفتوحة على احتمالات لا نهائية.
هذه الأعمال ليست محاولات لالتقاط الشبه الدقيق طبيعيا، بل لالتقاط حالة ذهنية ووجدانية. فالتشويه المتعمد في بعض التفاصيل – تضخيم الجبهة، حدة العيون، انكماش الفم— هو أسلوب تعبيري (Expressionist) يترجم الأفكار إلى لغة بصرية. ومع كل لوحة أو مطبوعة، يبدو الفنان وكأنه يعيد صياغة صورته وفق الحالة الفكرية التي كان يعيشها في لحظة التنفيذ.
لكن تجربة درويش لا تقف وحيدة في تاريخ الفن. فقد شهدنا فنانين عالميين استخدموا البورتريه الذاتي لتوثيق أزماتهم الفكرية والروحية:
رامبرانت أيقونة الفن الهولندي رسم ذاته في شبابه ومنتصف العمر وحتى قبل وفاته، تكشف ألوانه وضربات فرشاته خصائص كل مرحلة من مراحله وصراعه مع الأزمات والمعاناة التي مر بها.
فنسنت فان جوخ، الذي رسم نفسه في أكثر من ثلاثين لوحة، لم يكن يلاحق ملامحه بقدر ما كان يوثّق حالاته النفسية المتقلبة، من التفاؤل المشتعل بالألوان إلى الانكسار الحزين في الملامح وقطع الأذن.
إدوارت مونخ، صاحب “الصرخة”، الذي لجأ للبورتريه الذاتي مراراً ليعكس صراعه مع المرض النفسي والعزلة الوجودية وحتى مرضه قبل وفاته، مستخدماً خطوطاً وألواناً تصرخ قبل أن تنطق.
إيغون شيليه، الذي قدّم صوراً ذاتية جريئة ومشوهة الجسد، تكشف عن إحساسه بالاغتراب والقلق، وتُظهر جسده كمساحة للتساؤل عن الهوية والمعنى.
لوسيان فرويد رسم ذاته عدة مرات ولعل من أشهرها رسمه نفسه عاريا كاشفا كل لحمه وتجاعيده للمتلقي.
ما يجمع بين هؤلاء الفنانين وسيد درويش هو أن البورتريه الذاتي كان بالنسبة لهم ساحة مواجهة، لا مع الجمهور فحسب، بل مع الذات العميقة، مع الأسئلة التي لا تُجاب بسهولة، ومع التحولات التي تغيّر مسار حياة الإنسان وفكره.
بهذا المعنى، يصبح البورتريه الذاتي وثيقة فلسفية، وسجلاً بصرياً للتحولات الفكرية والروحية، ومكاناً يلتقي فيه الجمال الفني بجرأة مواجهة الذات. ومهما اختلفت الأزمنة أو المدارس الفنية، يظل الوجه —حين يرسمه صاحبه وهو أدرى بذاته عن غيره— مساحة صادقة تكشف حالةً ومزاجًا لا تستطيع الكلمات أن تقوله.
الأعمال مقتنيات_خاصة





بعد غياب 15 عام المنتج أنس نصري شقيق الفنانة أصالة يعود إلى سوريا، ويفاجئ ابنته أصال، وهي من زوجته السابقة لمى الرهونجي.
عن صفحة فن هابط عالي




المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا يعلن إلقاء القبض على المتورطين بالاعتداء على المواطن والفنان عمر_الخيري في مدينة الباب بريف حلب وتحويلهم للقضاء المختص.
كما أكد البابا أن الحقوق تُسترد عبر القانون والمؤسسات القضائية لا عبر الاعتداءات أو التجاوزات
عن صفحة فن هابط عالي



الفنانة السورية ماسة_الجمال تحتفل بعيد ميلادها الـ27، وتنشر عدة صور لها بهذه المناسبة.
عن صفحة فن هابط عالي


الفنان معتصم_النهار يؤدي فـرض الصـلاة، بعد تكريمه في مهرجان بياف في بيروت.
عن صفحة فن هابط عالي

هيدي لامار: حين اجتمع الجمال بالعبقرية
يقال إن الجمال لا يجتمع مع العلم أو الإبداع، لكن هيدي لامار كانت الدليل الحي على خطأ هذه المقولة. فبينما صنفتها مجلة تايم في الخمسينيات كـ”أجمل امرأة في العالم”، كانت في الوقت ذاته تضع الأسس العلمية لتقنيات غيرت وجه العالم، مثل الواي فاي والبلوتوث
ولدت لامار في النمسا، وهربت من جحيم الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة، حيث دخلت عالم هوليوود من أوسع أبوابه، وشاركت في أفلام شهيرة أبرزها “شمشون ودليلة”. لكن خلف هذا الوجه السينمائي البراق، كانت هناك عقلية علمية لامعة
بعد عقد من التمثيل، انسحبت من الأضواء لتتفرغ للرياضيات والابتكار. بدأت باختراعات بسيطة، ثم شاركت في تطوير نظام القفز الترددي”، الذي أصبح لاحقًا حجر الأساس لتقنيات الاتصالات الحديثة، من الواي فاي إلى الأقمار الصناعية
رغم شهرتها، عبّرت لامار عن معاناتها مع الجمال الذي وصفته بـ”اللعنة”، قائلة: “وجهي كان قناعًا لم أستطع خلعه، وجذب إليّ كل الأشخاص الخطأ”. ومع ذلك، لم يمنعها ذلك من ترك بصمة علمية خالدة
توفيت عام 2000 عن عمر ناهز 85 عامًا، لكن إرثها العلمي لا يزال ينبض في كل هاتف ذكي وكل شبكة لاسلكية نستخدمها اليوم. وتكريمًا لها، تحتفل النمسا وألمانيا وسويسرا بيوم ميلادها باعتباره “يوم المخترع
عن صفحة السيد البشلاوي

الاختيار نيوز
في مثل هذا اليوم، الخامس من أغسطس، تمر الذكرى الثالثة والستون على رحيل واحدة من أشهر نجمات السينما في التاريخ، مارلين مونرو، التي لا تزال أيقونة للجمال والأنوثة والدراما رغم مرور العقود. رحلت فجأة عام 1962 عن عمر ناهز الـ36 عامًا، تاركة وراءها إرثًا فنيًا وثقافيًا لا يُنسى، وسط تساؤلات لا تزال تحيط بوفاتها الغامضة.
تحل اليوم ذكرى وفاة مارلين مونرو، النجمة الهوليودية التي تحوّلت من فتاة بسيطة تعمل في مصنع ذخائر خلال الحرب العالمية الثانية، إلى رمز عالمي للأنوثة والجاذبية، وأحد أكثر الوجوه شهرة في القرن العشرين.
بدأت مارلين مشوارها الفني في أربعينيات القرن الماضي، وسرعان ما اجتذبت الأضواء بفضل جمالها الآسر وكاريزمتها الفريدة. تميزت في أداء الأدوار الكوميدية والرومانسية، ونجحت في خلق حالة خاصة بها، حيث جمعت بين البراءة والإغراء في آنٍ واحد، مما جعلها محط أنظار المنتجين والمخرجين، وأيقونة للموضة والثقافة الشعبية
من أبرز أعمالها السينمائية:
Some Like It Hot (البعض يفضلونها ساخنة) – 1959
Gentlemen Prefer Blondes (الرجال يفضلون الشقراوات) – 1953
The Seven Year Itch (الحكة التي تستمر سبع سنوات) – 1955
How to Marry a Millionaire (كيف تتزوجين مليونيرًا) – 1953
Niagara (نياجارا) – 1953
خلفت هذه الأعمال إرثًا فنيًا لا يزال حاضراً بقوة في ذاكرة السينما العالمية، حيث أثبتت مونرو أنها لم تكن مجرد وجه جميل، بل فنانة موهوبة كانت تسعى جديًا للنجاح وتطوير قدراتها التمثيلية، حتى درست التمثيل في “أستوديو الممثل” بنيويورك
سر نجوميتها:
مارلين لم تكن فقط ممثلة بارعة، بل كانت ظاهرة ثقافية. كانت تعرف كيف توظف حضورها الطاغي أمام الكاميرا، وتتعامل بذكاء مع الإعلام والجمهور، مما جعل منها أسطورة لا تتكرر. تحولت إلى رمز عالمي للجمال، وطبعت صورتها في كتب الفن والإعلانات وأغلفة المجلات، وحتى في قلوب الجماهير.
الرحيل المفاجئ:
في فجر يوم 5 أغسطس عام 1962، وُجدت مارلين مونرو ميتة في منزلها في لوس أنجلوس، جراء جرعة زائدة من المهدئات. قُيدت الوفاة رسميًا على أنها “انتحار محتمل”، لكن الغموض لا يزال يكتنف وفاتها، خاصة في ظل علاقاتها السياسية والشخصية المعقدة آنذاك، ما فتح باب التكهنات والنظريات لعقود.
رغم رحيلها المبكر، لا تزال مارلين مونرو حاضرة في الذاكرة الفنية العالمية، مصدر إلهام لعشرات الفنانات، ووجهًا خالدًا في تاريخ السينما. كانت نجمة عصرها، ولا تزال أيقونة لا تغيب، تلمع كل عام في ذكرى رحيلها

