هل تراجع لبنان عن مطلب استعادة مزارع شبعا؟…

هل تراجع لبنان عن مطلب استعادة مزارع شبعا؟…

مرسال الترس

موقع “الجريدة”في ٢٠٢٥/٨/٣١

لاحظ المتابعون للتصريحات والمواقف “الرنانة” للعديد من المسؤولين، والمعنيين بالشأن العام، وأوضاع محافظتي الجنوب والنبطية المنكوبتين حدودياً، أن الجميع يشدد على مطالبة قوات الاحتلال الاسرائيلي بالانسحاب من “النقاط الخمس” التي احتلتها بعد قرار وقف النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي، والتي تناقلت معلومات أمنية أنها أصبحت سبعة وربما أكثر. فيما الجميع أيضاً، يتجاهلون الحديث عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا… فهل سقطت هذه المناطق من الحسابات اللبنانية؟

الملاحظ في الفترة السابقة أن الموفدين الأميركيين، الذين يلعبون دور الراعي والوسيط ـ غير النزيه بشكل عام ـ للمفاوضات، قد تعاطوا باستخفاف مع هذه المساحات من الأراضي التي يملك لبنانيون صكوك أراضٍ فيها، وكأنها باتت خارج الـ10452 كلم مربع!
وقد أمضت الحكومات اللبنانية، منذ احتلت “إسرائيل” تلك المناطق في مطلع سبعينيات القرن الماضي، وهي تتحدث عن أحقية لبنان بها، وكذلك كانت المقاومة تشدّد على ذلك، فيما كانت المفاوضات مع الجانب السوري إبان حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد ونجله بشار تتعثر من دون إعطاء الأسباب الموجبة… حتى جاءت السلطة الجديدة في دمشق لتتعاطى بغموض مع الجانب اللبناني الذي فتح أكثر من باب لرسم علاقات متجددة، إلا أن المواقف والتصرفات الآتية من “حرمون” تتأرجح هبوطاً وصعوداً في التوقعات، فكيف إذا وصل الأمر للتحدث عن ملكية هذه المنطقة أو تلك؟ حتى تسربت في الآونة الأخيرة معلومات من الإعلام الإسرائيلي مفادها أن “إسرائيل” تدرس إمكانية استبدال مزارع شبعا عبر منحها للجانب السوري بدل مرتفعات الجولان ولاحقاً جبل الشيخ… ليخرج صوت أحد وزراء كيان العدو وينفي هذه المعلومات!

الحكومات اللبنانية، تساهلت في الحفاظ على حقوقها في المياه الاقليمية التي تحتوي على ثروات ضخمة من النفط والغاز، وهي قابعة أمام ناظريها من دون قدرتها على مدّ اليد اليها، إن في الحدود الجنوبية أو التي تتقاسمها مع الجزيرة القبرصية المقسمة، فكيف سيكون الأمر عليه عندما تصل الأمور الى المياه الإقليمية شمالاً؟

هل أن من تغاضى وأدار الظهر لمساحات واسعة من الأراضي في البر المحدود المساحة، سيتشبث أكثر في المساحات البحرية المفتوحة على تفسيرات عديدة؟
أسئلة كثيرة ستبقى من دون أجوبة طالما أن التعاطي مع الخريطة ينتقل من تساهل إلى تساهل، فيما اللبنانيون مشغولون بـ”جنس ملائكة” خلافاتهم من الكبيرة الطائفية الى أصغر التفاصيل المذهبية!.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *