الكبار يوم يصغرون!
بقلم د. جهاد نعمان
في خفر الجمال الواثق من جماله…
وعنفوان الحسناء التي تعرف ان الكبر غير التكبّر والكبرياء…
وثقة الطموح الذي ينهد إلى تثبيت مطرح له في الأيام التي تأتي…
كانوا كما الصفحة الناصعة البياض مثلما تجلّى من نشأهم، فظلوا على شبه عهد مبادئ المعهد الصامد على الدهر الذي نشأوا فيه..
تغاووا على أرض الوطن وتحت كل سماء في ميد، على إيقاع يليق بالنحلة العاملة التي تتنقل حافية على رؤوس زهر الربيع، رصيدهم ما يحملون من بساطة ورصانة، حتى يعبروا الصعاب الطبيعية في تؤدة وحضور أقوى من أي صوت…
وكما النحلة تقوى بثبات حضورها الفاعل، هكذا اثبتوا حضورهم بثبات المبادئ ودينامية المسالك…
لان الكلمة ووقفة العز، أقوى من الرصاص والارتهان، وأبقى وأرقى وأنقى!
فالتخاذل لا يلغيه إلّا الاقدام وحلكة التشاؤم لا يلغيها إلّا تألّق قبائس من النور…
ولأن جنون الساحات لا يشفيه إلّا الحب ، فحبهم تجلّى «هناك» أقوى من الجنون…
جاءوا الوطن في الزمن الرديء، فأملنا بأن يشهدوا بالأقوال والأفعال على ان الخراب والعلل في ربوعنا التي استحالت مجاهل، لن تمس سوى الشوارع والبنيان، لن تمسّ الإنسان، أصيله على الأقل!
خاب أملنا، لأنهم لم يقيموا أي دليل على ان إنساننا باقٍ وصانع عطاءات وإبداع، ما دامت شمس كل صباح تتبختر على جبينه، وتبترد في بحره المترامي الأطراف.
ركّزت تحركاتهم الموسمية على الطريف العابر بلا طائل. لا يحركون ساكنا بلا وعظ وإرشاد وتمنّ واتهام بل قل ارتهان أحيانا.
لا يتواضعون كالسنبلة الملأى ولا ينهدون إلى الأفضل، وبعض قفزاتهم المباغتة تقابلها نكسات ونكسات.
ينتقدون في حقد أو حسد ولا يتوسلون النقد البنّاء!
«عهدنا» يبدو حرّا مستقلا، لا يستزلم ولا يستسلم. له المدى كله، فلا تبوقته اقليمية ولا جهة معينة أو فئة محددة! فلم يؤثر من أشرنا إليهم من المعنيين غير المعنيين، السياسات الضيقة بمشاحناتها وفئوياتها وروبوياتها وتقوقعها. أقصد منهم على الخصوص المسؤولين عن شؤون العقل اللبناني وشجونه، وهي أساس كل عللنا؟؟؟
ليغرفوا، أقلّه، من الثقافة التي، كما البحر، تعبر، عبر تراثها الأصيل، كل حدود، وتهزأ بالفاصل يفصل جمالا عن جمال!… فأين هم قابعون؟؟؟
د جهاد نعمان
أستاذ سابق في المدرسة الحربية، التي انشأت رجالا وأخوات رجال!