حافظوا على الثقافة والعقل اللبناني!

حافظوا على الثقافة والعقل اللبناني!

د. جهاد نعمان

المثقف نور يحرّك جسد التاريخ بعد أن يكون أثار الروح النقدية في ذهنه أولا. لا يجترح المعجزات ولا الكرامات. فهو ليس إلها بل كائنا واقعيا يرفعك إلى عُلّ. يعايش آلام الناس ولكنه يتميّز منهم فيشخّص أسباب الآلام ويعمل مبضعه في الجراحات التي يكتوون بها.
ليس المثقف كائنا غريبا أو هامشيا. لا يتعالى بكبريائه بل يتسامى بكبره. لا يستكبر على العامة ولا يستصغر نفسه أمام سلطان.

تترتب عليه اليقظة والانتباه وعدم الاستسلام لأنصاف الحلول والمساومات والنأي بالنفس عن مكامن الاستلاب الفكري وإغراءات السلطة وغواياتها.
أن يلتزم حصرا أفكاره ولو دفع حياته ثمنا لالتزامه، ذلك هو التحدّي الرئيس أمام المثقف، ما أودى بحياة عظيم كسقراط أو الحلاج.
يا طبيب طبّب نفسك! وعليك نفسك فتش عن معايبها وان كنت طبيبا حاذقا حقّا، فداوِ نفسك قبل أن تداوي الناس…! ترى أناسا هم في أمسّ الحاجة إلى العلاج النفسي بينما يتصدّرون المشهد الثقافي بحجة أنهم يملكون مفاتيح الحلول لكل مشكلة ويستحوذون حتى على كل موهبة.
نكبتنا، غالبا، في «نخبتنا» وأولئك الذين انتدبوا بالحيلة أو المال أو عبر الارتهانات المدمرة، ليعنوا بالثقافة وبالعقل اللبناني، وهم بعيدون كل البُعد عن الملكات المنشودة والمناخات الوطنية والإنسانية المؤاتية.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *