هل ينزلق لبنان إلى “6 شباط” جديدة؟

هل ينزلق لبنان إلى “6 شباط” جديدة؟

مرسال الترس

موقع “الجريدة”

بعد الإشادة العلنية على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من على منبر “الكنيست” الإسرائيلي، بأداء رئيس جمهورية لبنان في ملف نزع سلاح “حزب الله”، شكّل الكلام الذي رد به الرئيس جوزاف عون لجهة الاستعداد للتفاوض بشكل غير مباشر، على طريقة الترسيم البحري الذي جرى في عهد سلفه الرئيس ميشال عون، باب سجال بين الأفرقاء اللبنانيين، على طريقة الانقسام العامودي، بين مؤيد لتوجه الرئيس عون وبين متحفظ عليه، ما رسم أكثر من تخوف كيف سيتم استيعاب الأمور وعدم الانزلاق إلى 6 شباط جديدة!

فرغم الإعلان عن مسارات السلام “الترامبية” المتشعبة وغير الواضحة الأفق، بدا واضحاً أن خريطة طريق التفاوض التي رفع رايتها الرئيس عون، هي بحاجة ماسة، وفي مرحلة أولى على الأقل، إلى “بصمة” كل من السلطة التشريعية بشخص رئيس مجلس النواب نبيه بري، والسلطة التنفيذية بشخص رئيس الحكومة نواف سلام الذي ربما يفتش عن “حركة” أو “كتلة” في الانتخابات النيابية المقبلة… إضافة باقي الأفرقاء المتشرذمين في مواقفهم إزاء أي “نقطة ماء”، فكيف بتفاوض مع عدو؟

صحيح أن رئيس الجمهورية كان واضحاً لجهة ربط ذلك التفاوض بوقف “إسرائيل” عملياتها العسكرية، والانسحاب من المواقع اللبنانية المحتلة، ولكن طرحه لاقى تصفيقاً من أحزاب وتيارات ومستقلين (حزبا الكتائب والقوات اللبنانية ورئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي…)، فيما لاقى تحفظاً ـ وربما أكثر ـ من رجال دين من الطائفة الشيعية يحتلون مراكز دينية متقدمة فيها، ويتكلمون بإسم شرائح واسعة من إحدى الطوائف المحورية في البلد.

هذا المشهد أعاد اللبنانيين بالذاكرة إلى السادس من شهر شباط عام 1984، حين انتفضت حركة “أمل” بالتحاف مع “الحزب التقدمي الإشتراكي” وقوى وأحزاب “الحركة الوطنية” آنذاك، ضد رئيس الجمهورية أمين الجميل، من أجل دفعه لإلغاء اتفاق 17 آيار الذي كان الثالث في ترتيب اتفاقيات السلام مع العدو الاسرائيلي بعد مصر والأردن!

صحيح أن لبنان لا يجب أن يكون “خارج المسار القائم في المنطقة”، ولكن من يضمن أن الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة ستقبل أن تكون شاهدة على مسار تفاوض بالواسطة؟ فأميركا دعت، في أكثر من مناسبة وعلى لسان أكثر من موفد، إلى وجوب التفاوض المباشر مع “إسرائيل”. والأمم المتحدة ستبدأ بالإنسحاب من الجنوب اللبناني في نهاية السنة المقبلة؟ فما هو الخيار الآخر؟

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *