هل يربح جعجع المعركة مع بري؟
مرسال الترس
موقع”الجريدة”
على هامش الانقسام العامودي بين الأفرقاء اللبنانيين حول قانون الانتخاب، ولاسيما الجانب المرتبط باقتراع المغتربين، يحاول بعض الأفرقاء افتعال معارك جانبية، لعلهم يسجلون نقاطاً في صالحهم. من هؤلاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي صوب “انتقاداته” في الأيام الماضية على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعتاد، خلال العقود الأربعة ونيّف الماضية، الفوز بكل المعارك التي يقودها الآخرون ضده.
ففي حين كان بري، وفي أكثر من مفصل جوهري، “الاسفنجة” التي تمتص الصدمات بين “القوات” و”الثنائي الشيعي”، وتحديداً “حزب الله” الناقم على توجهات “القوات”، منذ اختطاف الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة في شهر حزيران عام 1982 على حاجز بلدة البربارة ـ قضاء جبيل الذي كان تحت أمرة جعجع طوال الفترة التي تواجد فيها عناصره على الطريق الدولي بين عمشيت ومحافظة الشمال، والتي باءت بالفشل (أو التجاهل من قبل “القوات”) كل المحاولات لمعرفة مصيرهم.
ولكن، عندما وصل الأمر في الأشهر الأخيرة إلى التأكيد على أي قانون ستتم انتخابات العام 2026، بين انتخاب ستة نواب يختارهم المغتربون حيث يتواجدون في البلاد التي هاجروا إليها كما نص القانون الذي تم وضعه في العام 2017، أو تعليق تلك المادة كما حصل في انتخابات دورتي العامين 2018 و2022، رأى جعجع أن يفتح المعركة مع رئيس مجلس النواب مباشرة، وليس العبث بمعارك جانبية مع أي فريق آخر، علّه بذلك يسجل نقاطاً إضافية داخل المجتمع المسيحي بعد تراجع إندفاع “التيار الوطني الحر”، كما ترّوج وسائل إعلام “القوات”، إثر انسحاب أربع نواب من صفوفه. ولذلك ذهب جعجع إلى التغريد بوجه بري كاتباً: “لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك”. من منطلق أنه يتحكم بعقد الجلسات وبتحديد مشاريع القوانين التي تُطرح على جدول الأعمال. ناقلاً عنه القول: “إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكانية على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج”.
وعندما استغرب بري أن ينسب إليه جعجع كلاماً غير دقيق، عاجله رئيس حزب “القوات” بالرد: “نحن بانتظار أن تُدرِج اقتراح القانون المعجل المكرر، الذي وقّعه 67 نائباً، على جدول أعمال أول جلسة تشريعية”.
ولكن بري الذي يدير “الأذن الطرشاء” لمعراب، وحول هذا القانون تحديداً، يُدرك جيداً أن لكلمته الفصل في أداء مجلس النواب، لأنه يستطيع المونة على كتلة “الوفاء للمقاومة” بأن تقف إلى جانبه في أي موقف قد ينال من دور الطائفة التي يمثلها الثنائي. في حين أن جعجع لا يمون إلاّ على كتلته المسيحية، والتي أقل من ثلث التمثيل المسيحي في ساحة النجمة، بالإضافة الى بعض المستقلين. وهذا لن يكون كافياً لخروج كل النواب المسيحيين من قاعة المجلس كما قد يحصل مع النواب الشيعة الذين بخروجهم يفقدون أي جلسة ميثاقيتها!
لذلك، الكلمة الفصل في هذه المواضيع ستبقى للرئيس بري من دون سواه!







