فيك الخصامُ وأنت الخصمُ والحكمُ!!
كتب حكمة .س .ابو زيد صحافي وكاتب سياسي
في الامثال: “غلطة الشاطر بألف غلطه”.
ولكن كيف نصف غلطة نبيه “النبيه”؟! خصوصاً في واقع الاجماع السائد على نباهة الرئيس نبيه بري، وشطارته في حياكة المخارج لاعقد الأزمات وأكثرها استعصاء على الحل!
لقد خاصمت النباهة نبيهاً في رفضه العجيب الغريب مبدأ السماح للمنتشرين اللبنانيين ممارسة حقهم الانتخابي، من حيث يقيمون، في أماكن سجلات نفوسهم في لبنان كما هو حال اللبنانيين المقيمين. لقد كان رفضه رفضاً طائفياً – مذهبياً بإمتياز بقوله: “إنتخاب المنتشرين هو عزل الشيعة”. والأغرب من هذا الإصرار على هذا القول “وترقيته” بتسمية إنتخاب المنتشرين استهدافاً للشيعة؟!!
هل من مبصّر أو منجّم بفسر للناس كيف طلعت مع رئيس مجلس النواب، الشيعي، ان انتخاب المنتشرين في بلدات قيد نفوسهم، كسائر اللبنانيين، هو عزل للشيعة واستهداف للطائفة؟؟ كلنا يعرف أن أصوات المنتشرين لن تغيّر شيئاً في واقع التمثيل الشيعي النيابي. لا هو سيزيد عدد النواب المسيحيين ولا سيقلل عدد النواب الشيعة. سيكون التأثير مسيحياً ولمصلحة القوات اللبنانية تحديداً، ولكنه، مع ذلك، لن يهز أسس تمثيل الأحزاب المسيحية الأخرى مثل “التيار الوطني الحر” و”الكتائب” و”المردة” وبعض المستقلين.
ولماذا غضبة النبيه إذاً؟؟ يقال انه يخشى من تضرر حلفائه السياسيين من نواب سابقين خسروا مقاعدهم أمام مرشحين تغييريين بقوة الأصوات التي نالوها من المنتشرين، ولذا يحاول منع تكرار الأمر من جديد وعلى نطاق قد يكون أكثر اتساعاً وشمولاً. و”متى عرف السبب بطل العجب”..
في هذه المسألة يبدو ان هناك تناغماً بين رئيس مجلس النواب ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. فباسيل يتمسك بقانون الانتخاب الراهن الذي يعطي المنتشرين ستة مقاعد موزعة على ست قارات وتمثل ست طوائف لبنانية. ولذلك هو يصر على تثبيت هذا “الإنجاز” للمنتشرين قبل ان يحاور مؤيدي إنتخاب المنتشرين في بلدات قيد سجلات نفوسهم. علماً ان مشروع باسيل يرفع عدد أعضاء مجلس النواب إلى ١٣٤ نائباً لأنه شبه مستحيل ان يتم الاتفاق في لبنان على حذف ستة نواب من كوتا ست طوائف لبنانية لإعطائهم للمنتشرين.
والسؤال هنا: ما هو مصير الانتخابات النيابية المفروض اجراؤها في شهر أيار ٢٠٢٦ في هذه الأجواء المشحونة بالتوتر الأمني والسياسي والمصلحي؟ رئيس الجمهورية جوزف عون أكد ان الانتخابات ستجري في موعدها وبمشاركة المنتشرين؟ ولكن كيف!! ورئيس مجلس النواب أعلن ان الانتخابات ستتم بمقتضى القانون النافذ. ورئيس الحكومة مصمم على اجرائها في موعدها. ومعظم النواب يصرحون بذلك مع أن هناك نواباً يقترحون تمديداً “تقنياً” حتى حزيران أو تموز بحيث يكون المنتشرون منتشرين في لبنان للإصطياف مع الأهل وليس من حائل يمنعهم من الانتخاب…
ومن اليوم حتى الصيف يخلق الله ما لا يعلمه أحد ولو كان من الراسخين في العلم.
مجلة الشراع الالكترونية







