احتلّت الحرب الاسرائيلية المفتوحة في غزة والجنوب صدارة البحث بين بري ووفد الكونغرس الاميركي
حيث تناولا باسهاب اخطار التهديدات التي تصدر عن اركان الحكومة الاسرائيلية المصغرة وعلى رأسها بنيامين نتنياهو ضد لبنان اعتراضاً منهم على ما يقوم به “حزب الله” من اعمال عسكرية ودخوله في مواجهات تهدد عمق الامن الاسرائيلي على الحدود. ويكفي انه تسبب بنزوح عشرات الآلاف من المستوطنين في الشمال، ولن يعود هؤلاء الى منازلهم قبل اطمئنانهم الى ان الصواريخ اصبحت بعيدة عن رؤوسهم واماكن سكنهم، تلك النقطة التي لا تفارق اجندة كل الموفدين الغربيين جراء الضغوط على الحكومة الاسرائيلية.
كان لقاء الوفد “صعبا” مع رئيس المجلس نظراً الى التباعد في تقييم اسباب الحرب وارتداداتها على الارض مستقبلا حيث لم تتمكن اسرائيل منذ اكثر من اربعة اشهر من القضاء على القدرات العسكرية لحركة “حماس” ولا استعادة الاسرى، ولم يبقَ امامها إلا استعمال ورقتها العسكرية الاخيرة ضد الغزاويين في رفح. ولم يخفِ الوفد في نقاشه مع بري ان واشنطن لا تريد تمدد الحرب بصورة اكبر نحو لبنان مع تركيزهم على هواجس الاسرائيليين وما تعرّضوا له في قطاع غزة، فضلاً عن إبداء خشيتهم من الترسانة العسكرية لـ”حزب الله” وصواريخه وضرورة ابتعاد وحداته ولا سيما “قوة الرضوان” عن الحدود وتحديدا من منطقة جنوب الليطاني، وان اسرائيل وجيشها لن يقبلا باستمرار هذا المناخ العسكري في الجنوب والذي يهدد عمق امنها القومي.
ولم تختلف تحذيرات الوفد وتحت عنوان من باب مصلحة لبنان عما نقله وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا وقبلهم المستشار في البيت الابيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين عندما حضروا الى بيروت بعد 7 تشرين الاول الفائت. ولدى ابداء وفد الكونغرس حرص اميركا على أمن لبنان وضرورة تحييده عما يحصل في الاراضي الفلسطينية، جاءه الرد من رئيس المجلس: “أوقفوا الحرب في غزة أولا” على ان ينسحب هذا الامر على الجنوب. ولم يشأ الدخول مع الوفد في كل ما يجري تناقله من اوراق ومطالب في وسائل الاعلام تغلّب مصلحة اسرائيل في الدرجة الاولى ليدخل معه في شكل مباشر بالدعوة الى الكفّ عن كل ما يُطرح في هذا الشأن والعمل فورا على تطبيق القرار 1701 من دون زيادة او نقصان وعلى تثبيت مندرجاته التي لم تتحقق منذ عام 2006 نتيجة الخروق الاسرائيلية المتواصلة التي تعرفها واشنطن جيدا والعواصم الاخرى المعنية في مجلس الامن اولا.