هل أصبح التّوطين واقعًا؟
🧾LaBamba News
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
توطين السّوريين والفلسطينيين في لبنان يُعدّ إحدى القضايا الحساسة والمعقّدة التي لطالما شغلت السّياسة اللبنانية وأثارت جدلاً واسعًا بين مختلف الأطراف اللبنانية.
في السّنوات الأخيرة، أصبح هذا الموضوع محطّ نقاشٍ ساخنٍ بسبب التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يواجهها لبنان نتيجةً للأزمات الإقليمية والدولية. لكنّ السّؤال الأكثر إلحاحًا هو هل أصبح التوطين واقعًا بالفعل؟
ألعدد الكبير من اللاجئين السّوريين في لبنان يُمثّل أحد أكبر التحدّيات في البلاد منذ اندلاع الأزمة السّورية في 2011. لبنان يستضيف حوالي 1.5 مليون لاجئٍ سوريٍّ حسب تقديرات الأمم المتحدّة، وهو ما يعادل حوالي ربع سكان لبنان لكن في الواقع هناك ما يفوق هذا العدد بكثير .
موقف لبنان الرسمي تجاه اللاجئين السّوريين كان يتمثّل في رفض التوطين ومنحهم الجنسيّة اللبنانية، وقد أعلن لبنان أكثر من مرّة أنّ ليس في مصلحته توطين السّوريين لكن لماذا لن يعودوا إلى بلادهم بعدما سقط النظام الذي سهّل لهم خروجهم من سوريا .
ألمواقف الرسمية تدور حول مساعدة اللاجئين على العودة إلى سوريا عندما تتوفّر الظّروف الملائمة ولن يوفروها لهم .
أصبح عددٌ كبيرٌ من اللاجئين السّوريين مستقرّين في لبنان ولو سألتهم عن عودتهم يرفضون الفكرة من أساسها كونهم تأقلموا بالعيش في لبنان ..
في الآونة الأخيرة، ألضغوط الاقتصادية في لبنان تفاقمت بسبب ارتفاع أعداد اللاجئين في ظلّ الأزمة الاقتصادية، ممّا جعل بعض اللبنانيين يشعرون بأنّ وجود السّوريين يُشكّل عبئًا إضافيًا على البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل الصّحّة والتّعليم والسّكن. لكن، وفي الوقت نفسه، الواقع الميداني يعكس تواجد السّوريين في لبنان في مناطق عديدة، ولا يزال العديد منهم يضطرّون للبقاء بسبب الأوضاع الأمنية في سوريا، بينما هناك مناطق غير رسمية ومخيماتٍ للسّوريين أصبحت تُشكّل جزءًا من الواقع اللبناني.
لبنان يواجه أيضًا وجود الفلسطينيين الذين نزحوا بعد نكبة 1948، والذين يقيمون في مخيّماتٍ خاصةٍ بهم في مختلف المناطق اللبنانية. يُقدّر عدد الفلسطينيين في لبنان بحوالي 450,000 شخص، ولكن العدد الفعلي قد يكون أكبر بسبب الأشخاص الذين ولدوا في لبنان.
قضية توطين الفلسطينيين كانت أيضًا محطّ اهتمامٍ شديدٍ في لبنان، حيث يُرفض التوطين رسميًا من قِبل السّلطات اللبنانية، إلا أنّ هناك في السّنوات الأخيرة بعض النقاشات حول حقوق الفلسطينيين في لبنان، مثل الحقّ في العمل والحقّ في التملّك.
هذه القضية مرتبطة أيضًا بالجانب السيّاسي والمفاوضات الإقليمية حول قضية اللاجئين الفلس