نعت جامعة طرابلس لبنان دولة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الدكتور سليم الحص الذي وافته المنيّة عن عمر ناهز الخامسة والتسعين في العاصمة بيروت .
وأشاد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي بمزايا الفقيد الكبير الذي شهد له العقلاء والمنصفون في لبنان أنه رجل وطني صادق مخلص ونادر .
ولفت إلى أن الراحل الكبير لم يبخل على بلده المنكوب بالصراعات الدولية والطائفية والحزبية بخبرته الواسعة في الحكم والإدارة والاقتصاد ، وكان رمزا حيّا للنزاهة والشفافية دون أن تلوثه أمواج الفساد المالي والسياسي ودون أن يتورط بلعبة الدماء الأثيمة في الحرب اللبنانية الطويلة .
ودعا النخب الأكاديمية إلى دراسة تراثه الفكري ومؤلفاته الغنية بالمواقف والدروس والعبر وقطوف تجاربه وعصارات عمره الزاخر بسلاح الموقف في أحلك الظروف في لبنان ، رافضا رهنه لإرادات دولية مشبوهة تبتغي تركيعه لفرض سلام ذليل موهوم ومشؤوم مع العدو الاسرائيلي الغاشم .
وأثنى على الفقيد الكبير الذي قام عندما كان وزيرا للتربية في حكومة الرئيس الشهيد رشيد كرامي رحمه الله عام ١٩٨٢ وفي أحلك الأيام بالاستجابة لطلب سماحة المؤسس الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله بالموافقة على ترخيص أول مؤسسة للتعليم العالي الإسلامي في لبنان والتي تحوّلت لاحقا إلى جامعة طرابلس إلى جانب عدد من المؤسسات العلمية الإسلامية في العاصمة بيروت ، والتي خرجت جميعها ألوف الدعاة والمربين والأكاديميين والخطباء والأئمة الفضلاء إلى لبنان وقارات العالم .
كما نوه بإنجاز الفقيد المتمثل بالاستجابة لطلب المؤتمر التربوي الإسلامي الدائم في لبنان بإعادة التعليم الديني إلى مناهج التعليم العام في لبنان بعد ثلاث سنوات من كفاح الأمين العام للمؤتمر مؤسس جامعة طرابلس رحمه الله وذلك بموجب مرسوم صدر بهذا الخصوص عام ١٩٩٩ بعدما تم استبعاد التعليم الديني في المناهج الجديدة .
وختم ميقاتي بالدعاء للفقيد الكبير رحمه الله سائلا المولى عزّ وجلّ أن يسكنه فسيح جنانه ، متقدما بأحر التعازي القلبية الصادقة لأسرته ولمحبيه ومستشاريه وفي طليعتهم الصديقين العزيزين العميد فؤاد حسين آغا والمحامي محمود حطب ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .