ضمن الحلقات المكتوبة التي يعدها موقع صوتنا للمدى

ضمن الحلقات المكتوبة التي يعدها موقع صوتنا للمدى بعنوان علماء ومطارنة لبنان

سوف ننشر حلقات عنوانها الموارنة في التاريخ من اعداد الكاتب متى موسى
متمنين أن تنال اعجابكم دائما موقعنا يرحب بآرائكم وتعليقاتكم للاشتراك السنوي ونشر المقالات والبرامج التسويقية راسلونا على الأرقام التالية 81682909 / 81411653

أثارت الأزمات المتتالية حديثاً منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي في لبنان تساؤلات حول الموارنة والدور الذي يلعبونه في المجتمع اللبناني . الموارنة هم مسيحيون متحدون بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية أو أتباع لها في اعترافهم الإيماني . ولكن ما هو أصل الطائفة المارونية؟ وما هو الإرث الثـقافي لهذه الطائفة؟ وما هو مدى ارتباطها بطوائف مسيحية أخرى في الشرق الأوسط ؟

يعاني الموارنة اليوم مشكلة هوية خطيرة . فهم لم يستطيعوا حتى الآن من البت فيما إذا كانوا ينحدرون من شعب قديم يُدعى بالمردة (المتمردين Mardaites) أو أنهم عرب أو من أصل آرامي سرياني . وما لم يتوصل الموارنة إلى حل مشكلة الهوية هذه ، فإن صراعاتهم مع الطوائف الأخرى في لبنان لن تهدأ . يُعتبر هذا الكتاب ، في الجوهر، دراسة وتحليلاً لأصل الموارنة ، وتراثهم التاريخي ، كما يُعتبر تحرياً يرتكز إلى مصادر قديمة وحديثة كتبت بلغات عديدة ، مازال العديد منها على شكل مخطوطات

كان الموارنة ، في ايمانهم وليتورجيتهم وطقسهم وكتبهم الدينية وتراثهم من أصل سرياني أرثوذكسي (يعاقبة) حتى نهاية القرن السادس عشر بالضبط عندما أصبحوا أتباعاً للكنيسة الكاثوليكية الرومانية . في هذا الوقت، وبالتحديد في عهد الأمير فخر الدين المعني، بدأ البطاركة الموارنة في لعب دور مميّز في الشؤون الداخلية للبنان . ففي الجزء الأخير من القرن الثامن عشر ، اكتسبت الكنيسة والطائفة المارونيتين نفوذاً متزايداً عندما اهتدى بعض الأمراء الشهابيين الحاكمين إلى المسيحية وانضموا إلى الكنيسة المارونية . منذ أواسط القرن التاسع عشر وحتى عهد البطريرك بولس المعوشي (ت 1975) ، تجلت السلطة الزمنية للبطاركة الموارنة في شؤون لبنان السياسية حيث أعرب البطاركة الموارنة عن آرائهم حول كل قضية تقريباً وصاروا يُعتبرون لا بطاركة ورؤساء لطائفتهم وحسب بل ” بطاركة لبنان ” . وهكذا أصبح لبنان والمارونية بالنسبة للموارنة مترادفين . فضلاً عن ذلك، بدأ الموارنة يعتبرون أنفسهم طائفة فريدة من نوعها متميزة ديناً وثـقافةً عن العالم العربي ذي الغالبية المسلمة . هذا المفهوم هو في الحقيقة الدافع الرئيسي لبحث الموارنة عن هوية متميزة

يعتقد المؤلف أن هذا التاريخ للطائفة المارونية سيكون مثار اهتمام كبير لمؤرخي الكنيسة واللاهوتيين والقراء عامة ، الذين يهتمون بشؤون الموارنة وعلاقتهم بالأزمات الحالية في لبنان. يعطي هذا الكتاب خلفية من المعلومات حول هذه الأزمة ويصلح كدليل لأولئك الذين يهتمون بمعرفة تاريخ هذه الطائفة المسيحية الفريدة في الشرق الأوسط

هناك ملاحظة يريد ان يبديها المؤلف وهي ان الكتاب تمّ طبعه بالانكليزية عام 1986 ولذاك لم يشأ ان يضيف ايّة معلومات عن احوال الموارنة بعد هذا التاريخ لأن غايته لم تكن كتابة تاريخ الموارنة السياسي او تاريخ لبنان المعاصر . بل كانت غايته القصوى اثبات اصول الكنيسة المارونية والطائفة المارونية على ضوء ادعاءات الكتّاب الموارنة . وكذلك بيان تراث الموارنة المذهبي والطقسي وأنهم فرع من دوحة الكنيسة السريانية الانطاكية

كذلك يودّ المؤلف ان يجلب الانتباه الى أنه اجرى في هذه الترجمة تصليح الهفوات التي وقعت في الطبعة الانكليزية

اود أن اتقدم بالشكر الى المؤسسة الأمريكية للدراسات السريانية لدعمها لهذا المشروع والى الأخ حنا عيسى توما الذين تبنى هذا المشروع وصرف عظيم الجهد في إخراجه الى حيز النور
متى موسى

الحلقة التالية في الأسبوع المقبل

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *