مشهد خطير جدًا… المطلوب من الحكومة الجديدة
“تضييق الخناق” على المقاومة!
انقلب المشهد تمامًا في الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة اليوم مع حصول المرشح نواف سلام على الأكثرية بعد أن اتجهت معظم الكتل، حتى تلك المحسوبة على الرئيس نجيب ميقاتي، إلى تسمية السفير السابق رئيس المحكمة الدولية نواف سلام لتشكيل الحكومة الجديدة.
في هذا الإطار، يرى رئيس تحرير شبكة مرايا الدولية فادي بو دية في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أنه من الواضح أن كان هناك سلة اتفق عليها بالكامل، إلا أن دخول اسم نواف سلام خلط الأوراق بالكامل على مستوى الاستشارات. وهو معروف أن سلام من الشخصيات التي تقيم توازنًا في البلد والتي تساهم بالتوازنات فيه، فهو معروف الانتماء والهوية وهو مدعوم أميركيًا بالكامل.
ولكن رئيس الجمهورية مدعوم أميركيًا أيضًا، فأين المشكلة؟ يوضح بو دية أن رئيس الجمهورية لا يملك الصلاحيات التي يملكها رئيس الحكومة، وموقع رئيس الحكومة حساس. وتكليف سلام اليوم هو تنفيذ كامل للأجندة الأميركية في البلد بما يمكن وصفه بانقلاب أميركي بالكامل ووصاية جديدة على لبنان.
ويشير إلى التلويح اليوم بقراءات واجتهادات جديدة لصلاحيات رئيس الجمهورية، مما ينذر بتعدٍ على صلاحيات رئيس الحكومة أو بمشهد جديد. ويعتقد أن هذا مشهد مختلف كليًا لم يشهد له لبنان مثيلًا بعد. وإذا استطاع سلام تأليف حكومة، يجب أن يراعي فيها التوازنات في البلد التي تحدد حصة كل طائفة وكل قوة سياسية داخل مجلس النواب، لأن القاعدة تقول إن التمثيل الوزاري يعتمد على حجم التمثيل النيابي، وتوزيع الحقائب السيادية يتم توزيعها طائفيًا وفق العرف.
ويرى أنه إذا حدث أي إخلال بهذه التوازنات، سنكون أمام مشكلة دستورية وقانونية قد تؤدي إلى عرقلة كبيرة في التشكيل، مذكرًا بشواهد لحكومات تم الانسحاب منها أو قاطعتها ميثاقيًا، فهناك الكثير من الخيارات السلمية المتاحة لكل طائفة تشعر بالغبن.
ويبرر للثنائي عدم تسمية سلام لأنه يعترف تمامًا بالخلفية التي يأتي منها، ومن سماه هم الميالون إلى المحور الأميركي.
وينبه إلى أن السعودية لا تهتم بهوية رئيس الحكومة، لا سيما أنه لا يوجد تعارض بين السعودية وأميركا، حيث سيكون بدون أدنى شك مرتبطًا بالمظلة السعودية طائفيًا وسياسيًا.
ويشدد على أن المطلوب أميركيًا من الحكومة اليوم تحت عناوين فضفاضة حول تأسيس الدولة، تضييق الخناق على المقاومة وليس ردع إسرائيل، والتضييق على إيران داخل لبنان وليس على من يخنق فعليًا لبنان.
وبالتالي يرى بو دية أننا أمام مشهد مربك إذا لم يراعِ سلام التوازنات وفضل العمل وفق الأجندة الأميركية، فهذا مشهد خطير جدًا.
LaBamba News