مدن عربية وقيم وطنية

مدن عربية وقيم وطنية

الحلقة الثانية من حلقات بعنوان مدن عربية وقيم وطنية
وحلقتنا اليوم عن السودان

السُّودان (رسميًّا: جمهورية السودان)، هي دولة عربية تقع في شمال شرقي إفريقيا. تحدُّها مصر من الشمال، وليبيا من الشمال الغربي، وتشاد من الغرب، وجمهورية إفريقيا الوسطى من الجنوب الغربي، وجنوب السودان من الجنوب، وإثيوبيا من الجنوب الشرقي، وأريتريا من الشرق، والبحر الأحمر من الشمال الشرقي

يبلغ عدد سكان السودان نحو 48 مليون نسمة (تقدير 2022) وتبلغ مساحتها 1,861,484 كيلومتر مربع (718,723 ميل مربع)، مما يجعلها ثالثَ أكبر دولة من حيث المساحة في إفريقيا وفي العالم العربي. وكانت الأكبر في إفريقيا والعالم العربي حسب المساحة قبل انفصال جنوب السودان عام 2011. يقسم نهر النيل أراضي السودان إلى شطرين شرقي وغربي وتقع العاصمةُ الخرطوم عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض رافدي النيل الرئيسَين. ويتوسط السودان حوض وادي النيل.

يمتد تاريخ المِنطقة التي تشكل السودان الحالي إلى العصور القديمة، حيث شهدت حضارة كرمة (ق. 2500 قبل الميلاد – 1500 قبل الميلاد)، ثم أصبحت تحت سيطرة المملكة المصرية الحديثة لنحو خمسة قرون، وأعقب ذلك صعود مملكة كوش (ق..785 ق.م – 350 م)، والتي بدورها سيطرت على مصر لما يقرب من قرن. بعد سقوط كوش، بنى النوبيون ثلاثة ممالك مسيحية وهي نوباتيا، المقرة وعلوة، واستمرت المملكتان الأخيرتان حتى 1500. بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر، استوطن البدو العرب معظم السودان. من القرنين السادس عشر والتاسع عشر، سيطرت سلطنة سنار على وسط وشرق السودان، بينما حكمت سلطنة دارفور الغرب والعثمانيون أقصى الشمال. شهدت هذه الفترة أسلمة وتعريب واسع النطاق.

من 1820 إلى 1874 تم غزو السودان بأكمله من قبل الأسرة العلوية. بين عامي 1881 و1885، قوبل حكم الأسرة العلوية بثورة ناجحة بقيادة محمد أحمد المهدي الذي أعلن نفسه المهدي المنتظر، مما أدى إلى إنشاء الدولة المهدية. تم تدمير هذه الدولة في نهاية المطاف في عام 1898 من قبل البريطانيين، الذين حكموا السودان مع مصر بعد ذلك.

شهد القرن العشرون نمو القومية السودانية، وفي عام 1953 منحت بريطانيا السودان الحكم الذاتي. تم إعلان الاستقلال في 1 يناير 1956. منذ الاستقلال، حكم السودان سلسلة من الحكومات البرلمانية غير المستقرة والأنظمة العسكرية. تحت حكم جعفر النميري، أدخل السودان الشريعة الإسلامية إلى القضاء عام 1983. وقد أدى ذلك إلى تفاقم الخلاف بين الشمال الإسلامي -ومقر الحكومة- والمسيحيين وغيرهم في الجنوب. تسببت الاختلافات في اللغة والدين والسلطة السياسية في حرب أهلية بين القوات الحكومية، المتأثرة بشدة بالجبهة الإسلامية الوطنية، والمتمردين الجنوبيين، الذين كان فصيلهم الأكثر نفوذاً هو جيش التحرير الشعبي السوداني، وأدى ذلك في نهاية المطاف إلى استقلال جنوب السودان عام 2011. بين عامي 1989 و2019، شهد السودان ديكتاتورية عسكرية استمرت 30 عامًا بقيادة عمر البشير. بسبب أفعاله، اندلعت حرب في منطقة دارفور في عام 2003. تم اتهام البشير بالإبادة الجماعية العرقية التي خلفت بين 300.000-400.000 قتيل. اندلعت احتجاجات في أواخر عام 2018، مطالبة باستقالة البشير، مما أدّى إلى انقلاب ناجح في 11 أبريل 2019.

اسم السودان هو اسم أطلق على المنطقة الجغرافية جنوب الصحراء الكبرى، والتي تمتد من غرب إفريقيا إلى شرق وسط إفريقيا، والاسم مستمد من العربية، (بلاد السودان)، والذي يعني «أرض السود». وقديماً كان يطلق على السودان اسم «إثيوبيا»، كما عرفت عند الإغريق، وتعني (الوجوه التي حرقتها الشمس). وأيضا أطلق عليها اسم«كوش»، وأخيرًا «بلاد النوبة

من الناحية الجغرافية يقع السودان في شمال شرق إفريقيا ويحتل مساحة قدرها 1,865,813 كيلو متر مربع وهو بذلك ثالث أكبر بلد في إفريقيا بعد الجزائر والكونغو الديمقراطية، والثالث في العالم العربي بعد الجزائر والمملكة العربية السعودية، والسادس عشر على نطاق العالم (كان الأكبر مساحة في العالم العربي وإفريقيا قبل انفصال الجنوب في عام 2011، العاشر عالمياً، بمساحة قدرها 2 مليون كيلو متر مربع تقريباً

ولايات السودان
بلغ عدد ولايات السودان حتى 2013 عام، ثمانية عشر ولاية تضم 133 محلية.

جيولوجيا السودان
المقالة الرئيسة: جيولوجيا السودان
أول خريطة جيولوجية للسودان مع توصيف كامل لطبقات الصخور في عام 1911 أعدّها العالم البريطاني ستانلي دون، وجرت بعد ذلك عدة محاولات ودراسات من مصلحة المساحة الجيولوجية السودانية بغرض تحديث خريطة دامن وعمل ملخص للتتابع الطبقي في السودان. وفي عام 2004 م تم عمل خارطة جيولوجية محدثة للسودان بالتعاون مع خبراء ألمان. وتم التعرف على أقدم الصخور في السودان التي ترجع إلى عصر ما قبل الكامري.

التاريخ القديم
سكن السودان منذ العصر الحجري ( 8000 ق م – 3200 ق م). حيث وجدت جماجم تعود لجنس زنجي متحضر سكن منطقة الخرطوم وآخر سكن «الشهيناب» على الضفة الغربية للنيل ازدهرت حضارتاهما حوالي 3800 ق م

عثر على هيكل لجمجمة إنسان عثر عليها صدفة عام 1928 م، في سنجة بولاية النيل الأزرق، عرف بإنسان سنجة (Singa skull)، بأنه عاش في العصر الحجري البلستوسيني (Pleistocene) وتزامن مع وجود إنسان نياندرتال.

مملكة كرمة

حضارة قديمة تتمركز في كرمة، السودان حاليا. ازدهرت من حوالي 2500 قبل الميلاد إلى 1500 قبل الميلاد في النوبة القديمة

الغزو المصري

مع حلول القرن الخامس عشر قبل الميلاد غزا المصريون مملكة كرمة نهائيا ربما بسبب تعاونهم مع الهكسوس ضد مصر واستمر الاحتلال المصري قرابة ال6 قرون لإن هذه المنطقة كانت تمثل أهمية اقتصادية ودينية وثقافية بالنسبة للمصريين القدماء حيث كانت غنية بالذهب ومصدراً للخدم

مملكة كوش النوبية من أقدم الممالك السودانية، حيث ظهرت فيها اللغة الكوشية قبل ظهور الكتابة المروية (نسبة إلى مدينة مروي التي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل شمال قرية البجراوية الحالية). وكانت مروي عاصمة للسودان في الفترة ما بين القرن السادس قبل الميلاد والقرن الرابع الميلادي، وازدهرت فيها التجارة. وكانت للكوشيين حضارة عرفت نظم الإدارة وشيدت الأهرامات، كما عرفت كوش تعدين الحديد والصناعات الحديدية في القرن الخامس قبل الميلاد.

بعد أن غزا الملك كاشتا («الكوشي») مصر في القرن الثامن قبل الميلاد، حكم ملوك كوش كفراعنة الأسرة الخامسة والعشرين في مصر قبل هزيمتهم وتراجعهم من قبل الآشوريين. وفي ذروة مجدهم، حكم الكوشيون إمبراطورية امتدت من ما يعرف الآن بجنوب كردفان وصولاً إلى سيناء. وحاول الفرعون الكوشي بعانخي توسيع إمبراطوريته إلى الشرق الأدنى، ولكن تم إحباط هذا من قبل الملك الآشوري سرجون الثاني. وقد ذكرت مملكة كوش في الكتاب المقدس بأنها حمت بني إسرائيل من غضب الآشوريين. على الرغم من أن السبب الرئيسي لفشل الهجوم كان تفشي المرض بين العدو

اندثرت حضارة النوبة لتقوم مكانها عدة ممالك مسيحية بلغ عددها في القرن السادس الميلادي حوالي 60 مملكة، أبرزها مملكة نبتة (Nobatia باللغات اللاتينية) في الشمال وعاصمتها فرس، ومملكة المقرة (Makuria) في الوسط وعاصمتها دنقلا العجوز على بعد 13 ميل جنوب مدينة دنقلا الحالية، ومملكة علوة (Alodia) في الجنوب وعاصمتها سوبا (إحدى الضواحي الجنوبية للخرطوم الحالية) وحكمت الممالك الثلاث مجموعة من المحاربين الأرستقراطيين بألقاب إغريقية على غرار البلاط البيزنطي.

دخلت المسيحية السودان في عهد الإمبراطور الروماني جستينيان الأول وزوجته ثيودورا، واعتنقت مملكة المغرة المذهب الملكاني في حين اتبعت نبتة وعلوة المذهب اليعقوبي الذي عمته زوجته ثيودورا. ووصف ابن حوقل علوة بأنها أكبر الممالك المسيحية الثلاث مساحة إذ تمتد حدودها حتى أطراف الحبشة في الجنوب الشرقي وكردفان غرباً وهي أيضاً أكثرها ثراء وقوة

عن ويكيبيديا 

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *