من أجل حياة كريمة: مطالب المتقاعدين

من أجل حياة كريمة: مطالب المتقاعدين في العهد الجديد

لقد اكتمل الاستحقاق الدستوري، ونحن – المتقاعدون العسكريون والمدنيون – نُبارك لهذا العهد الجديد على الثقة التي حظي بها. إن هذه الثقة تمثل بداية قوية ومشرفة، حيث انطلق قطار هذا العهد بحماس وعزيمة، وهو ما كنا نتمناه ونسعى إليه. ونسأل الله أن يكون عونًا لهم في تحقيق كل ما وعدوا به من إصلاحات ضرورية، تضع البلاد على المسار الصحيح، وتساهم في إيصالها إلى بر الأمان، لتصبح دولة ينعم شعبها بالأمن والسلام والاستقرار.

إن القائمين على أمور الحكم اليوم يدركون جيدًا معاناة المتقاعدين العسكريين والمدنيين، حيث تُعد مشكلة الرواتب من أبرز التحديات التي تواجههم. فالراتب الحالي لا يرقى إلى الحد الأدنى الذي يكفي لسد احتياجات الحياة اليومية، بل أصبح أقل من أن يقبله أي فرد. هذا الراتب لا يكفي حتى لتغطية المصاريف الأساسية التي تُحقق العيش الكريم لنا ولعائلاتنا. هؤلاء المتقاعدون قدموا تضحيات جسيمة من أجل الوطن، لكن سياسات سابقة أوصلتنا إلى حالة من الفقر والعوز، حتى أصبحنا تحت خط الفقر. وهذا وضع لا يليق بالتضحيات التي قدمها العسكريون على مدى عقود، حيث بذلوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن، والكثير منهم سقط شهداء أو أصيب بإعاقات دائمة، بينما يعيش آخرون كشهداء أحياء يحملون أعباء ما بعد الخدمة.

لقد سمعنا وعودًا طيبة من وزير الدفاع ووزير الداخلية حول حل هذه المشكلة، ونحن اليوم نرفع أصواتنا مطالبين بالإنصاف. إن هذه القضية تقع على عاتق هذا العهد الجديد، الذي نكن له كل تقدير واحترام. لقد وضعنا أنفسنا في خدمة هذا العهد، ونأمل أن يتم التعامل معنا بالمثل، من خلال منحنا حقوقنا التي هي ليست منة من أحد، بل هي حقوق دستورية وقانونية تكفلها مبادئ المساواة والعدل.

نحن نثق في قدرة هذا العهد على تحقيق التغيير الإيجابي، ونؤكد على ضرورة إعطاء أولوية قصوى لقضية المتقاعدين، الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن. العمل على توفير رواتب عادلة تُؤمن لهم حياة كريمة تُليق بتضحياتهم، وما قدموه من أجل الوطن.

الجمعة في ٢٨ ايلول ٢٠٢٥
العميد المتقاعد مارون بدر

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *