عارف النكدي محافظ خلوق وجَدّي
بقلم الأديب الأستاذ جورج بدر غانم
بعد سنة من الكارثة التي حلت بفلسطين وشعبها وفي عام ١٩٤٩، وصل دمشق المستر دوغلاس قاضي المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأميركية للاطلاع على اوضاع اللاجئين الفلسطينين في محافظة السويداء. كان الاستاذ محي الدين النصولي، الصحافي اللبناني صاحب جريدة بيروت أحد مستقبلي القاضي الاميركي المشهور بثقافته وعلمه وتواضعه والبالغ الستين من عمره.
دخل هذا الاخير والوفد المرافق مكتب المحافظ عارف النكدي وكان قاضيًا سابقًا عُرف عنه تمسكه باهداب الاستقامة والفضيلة. كانت دهشة القاضي الامريكي ومرافقيه بالغة عندما لم يجدوا كرسيًا يجلسون عليه؛ فلا يشغل مكتب المحافظ سوى طاولته وكرسيه. اعتذر هذا الاخير من ضيوفه قائلًا: “لقد منعت الاستقبالات والاحتفال بالمناسبات في السراي الحكومي وتقديم الشراب والحلوى تكريمًا لفوز احدهم بمنصب هام.
وهاهي المحافظة مركز هام للعمل والانضباط والانتاج وليست مكانًا للسمسرة وتقاضي الرشوة.
في مأدبة الغذاء التي اقامها المحافظ في منزله لا في المطاعم الفخمة توفيرًا للنفقات، قال له القاضي الامريكي: “على الحكومات ان تعيّن في المحافظات مسؤولًا متعلمًا، نزيهًا لا سفيهًا ولو نال اعلى الشهادات، وكان فاقدًا للأخلاق والضمير”.
قال الشاعر الفرذق يومًا لنظيره جرير مفتخرًا بابائه: “اولئك ابائي فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع”.
في بلدان عم فيها الفساد يقول الناس: “هذا المحافظ صالح فجئني بمثله اذا جمعتنا يا فاسد المجامع”.
لأ
جورج بدر غانم
مركز النهوض الاعلامي