الصليبيون ينجحون في الاستيلاء على ميناء طرابلس

الصليبيون ينجحون في الاستيلاء على ميناء طرابلس على ساحل الشام… ماذا جرى؟

كتب محمد فؤاد في صحيفة اليوم السابع

في مثل هذا اليوم 12 يوليو من عام 1109 نجح الصليبيون في الاستيلاء على ميناء طرابلس على ساحل الشام، وذلك بعد حصار دام لمدة 7 سنوات، وفي ضوء ذلك نستعرض ما حدث.
في طرابلس فإننا نجد أن السلطة عندما آلت في نهاية المطاف إلى فخر الملك ابن عمار “492-502هـ/ 1099-1109م” أظهر بطولة كبيرة في مقاومة الضغط الصليبي على طرابلس فدافع عنها بما توافر لديه من إمكانات، وكان صمود أهلها وصبرهم واستبسالهم سبباً رئيساً في تأخر سقوط مدينتهم بأيدي الصليبيين التي ظلت تجالد الغزاة طوال سبع سنوات، فبعد استقرار القوات الصليبية التي كانت بقيادة الكونت رايموند Raymond في المنطقة الكائنة شمال مدينة طرابلس سيطرت هذه القوات على اللاذقية وجبلة، التي أصبحت نواة الإمارة طرابلس الصليبية وكانت هذه القوات تقوم بغارتها على المناطق المجاورة من هذه القاعدة وفي هذه الأثناء حاول ريموند من نفوذه إلى مناطق سلاجقة الروم إلا أنه مني بفشل ذريع مما جعله يصمم على فتح طرابلس من خلال تشديد الحصار عليها، وذلك حسب ما جاء في دراسة تاريخية بعنوان “نيابة طرابلس الشام فى عصر سلاطين المماليك (688 –922هـ/ 1289– 1516م)” للدكتور شريف عبد الحميد محمد عبد الهادي.

ونتيجة لتأزم الموقف في طرابلس واشتداد الحصار عليها، وتباطأ الفاطميين في إرسال النجدات، حيث لم تصل أية إمدادات من بغداد ومن القاهرة إلى طرابلس، وعلى الجانب الآخر نجد أنه في بداية شعبان من سنة 502هـ/1109م وصل إلى الصليبيين الموجودين حول طرابلس أسطول كبير من أوربا يحمل التعزيزات والمؤن فاستفاد منها الغزاة وفي هذه الأثناء اجتمعت القوى الصليبية بعد تكاتفها على حصار طرابلس وفتحها.

وقيل إن والي طرابلس “ابن أبي الطيب الفاطمي” أرسل إلى الملك “بلدوين” Baldwin صاحب بيت المقدس يعرض عليه شروط التسليم وطلب الأمان لكل من أراد الخروج من المدينة من سكانها بما يحمله من متاع، ومن أراد منهم البقاء في طرابلس والاحتفاظ بأمواله وممتلكاته أن يؤدي عنها ضريبة سنوية، وطلب لنفسه الإذن بالرحيل مع عساكره إلى دمشق، فوافق بلدوين على هذه الشروط وفي 12 يوليو 1109م/10 ذي الحجة 502هـ دخل الصليبيون طرابلس، والتزم بلدوين بالاتفاق فلم يتعرض للنهب والتخريب ما كان بيده من المناطق.

أما المدن الإيطالية وبالخصوص الجنويون فإنهم شقوا طريقهم إلى داخل المدينة بعد أن تبين لهم خلوها من وسائل الدفاع فأخذوا ينهبون ويحرقون الدور ويقتلون كل من صادفهم من المسلمين ولم تستطع السلطات كبح جماحهم إلا بعد زمن غير قصير، وفي غمرة هذه الفوضى أتى الحريق على كل مكتبة بني عمار التي تعد أروع مكتبات العالم في ذلك العصر، فحل الدمار بكل ما تحتوي عليه.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *