الوعي أساس المجتمع
بقلم الشاعر الأستاذ نشأت سرحان الحصري
لم يكن الأدب والشعر عندي يومًا ترفًا أو مجرد ميلٍ عابر، بل كانا نافذةً أتنفّس منها لأجل هموم الوطن وأحلامه. غير أنّي توقفت طويلًا عن الكتابة، إلى أن جاءت تلك المرحلة العصيبة التي مرّت بها مصر والمنطقة العربية، ووجدتُ نفسي أمام فيضٍ من القنوات المعادية التي تبثّ ليلًا ونهارًا خطابًا مشوّهًا، واشاعات مغرضة يتلقفها بعض الإخوة العرب، بل وحتى بعض المصريين في المهجر، ويرددونه بلا تمحيص ولا وعي.
كنت أرى النقاشات في المقاهي والشوارع وأماكن العمل، وألمس صعوبة إقناع من استسلم لتلك الأصوات المضللة. أما إعلامنا، فلم يكن في كثير من الأحيان على مستوى المسؤولية في تقديم الصورة الحقيقية، فزاد الحزن في نفسي، واشتدّ شعوري بواجب الكلمة.
عندها عدت إلى الشعر، أحمله سلاحًا للفكرة، ورسالةً للوعي. كتبت مئات القصائد الوطنية، ونشرتها بين الناس، على صفحاتي وفي جروبات الشعراء، بل كنت ألقيها في أي مكان أتواجد فيه. تعمّدت أن تكون لغتي قريبة من الجميع، صافية لا غموض فيها، لتصل إلى القلوب الغافلة وتوقظ فيها روح الانتماء، وتبث الأمل والتحدي في مواجهة حملات التضليل والإشاعات.
وحيثما انتشرت قصائدي، وجدت صدى واسعًا، لا في مصر وحدها، بل في الوطن العربي كله، عبر المجموعات الأدبية الدولية. وكنت أرى كيف تلهم كلماتي آخرين من الأدباء والشعراء ليحملوا الراية ذاتها، في الداخل والخارج.
لقد رضيت بما قدّمت، ويكفيني أنني سعيت إلى أن أكون صوتًا صادقًا في زمن الضجيج، أذكّر وأبني وأدافع.
فالوعي، في النهاية، هو الأساس الذي يقوم عليه المجتمع، وهو السور الحامي للوطن
ابن مصر والأمة
السفير الاتحادي لاتحاد العربي الدولي للشعر والثقافة في الوطن العربي والمهاجر.
نشأت سرحان الحصري