ما وراء الكلام: الإرادة الحرة والفعل بين الفكر والحياة
ما وراء الكلام!
بقلم د. جهاد نعمان
في جميع وسائل الإعلام والإعلان والاتصال والتواصل، وعلى لسان من انتدبوا أساسا للعناية بشؤون التفكير والكلام، أو على قراطيس «القرارات» الرسمية، نرصد عشرات من أفعال الرغبة والتمنّي والمدح والذمّ والتعجب والتخوين المتبادل. قلّما نقع على أي فعل يشير إلى أحد أعمال الإرادة الحرّة المسؤولة التي تجلّت محورا أساسياً في فكر كبار الفلاسفة أمثال الفيلسوف الألماني «كنت» في العصر الكلاسيكي. ومراحل تلك الإرادة اللازبة في الحياة العامة قبل الحياة الخاصة – وإن هي تداخلت عمليا – هي: التصور ثم التروّي ثم القرار فالتنفيذ. وهذا ما أوضحته بعيدا عما هو طويل مملّ أو قصير مُخل، في أول كتاب لي صدر عن «المنشورات العربية» في باريس (١٩٧٢) بعنوان «الإرادة».
الثابت ان «الفعل» يتميّز خصوصا بانه عمل. والفعل عموما يحتاج إلى فاعل!…
يتكلم أرسطو وابن سينا وتوما الأكويني على ثلاثة نفوس هي: النفس النباتية والنفس الحيوانية والنفس الإنسانية! وثبت ان النبات يساهم في العمل الإرادي. وهو يحشد الوقود للحيوان وتاليا للإنسان الذي يخوّله ذكاؤه وإرادته أن يتحكم في الحيوان. ولدى الحيوان هذا رغبة، ولو غامضة، في العيش…