ماذا بعد “همروجة” ترامب

ماذا بعد “همروجة” ترامب

مرسال الترس

موقع “الجريدة

على الرغم من “همروجة” الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول “السلام” في منطقة الشرق الأوسط، انطلاقاً من دمار غ6زة غير المسبوق إلاّ في هيروشيما وناغازاكي، لم يتوقف رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تكرار شعاره بأن “الحرب لم تنتهِ بعد”، مما يُفسح بالاعتقاد لتفسيرين:

– إما أنه غير مسلّم بما يقوم به ترامب، ولذلك سايره أمام الكنيست بتسميته أعظم صديق لـ”اسرائيل”، فيما وزير حربه يسرائيل كاتس يهدد بأنه بعد تسلم الرهائن سيتوجه جيشه لتدمير أنفاق غزة!

– وإما أنه يخطط هو وحزبه بأن لا تنتهي الحروب إلا بتحقيق حلم “إسرائيل الكبرى” التي رفع خريطتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو بصدد المضي بذلك في أمكنة وظروف مختلفة عند تصفيته الحساب مع إيران أو مع اليمن… وربما لبنان وسوريا!

وبين هذه وتلك، كان واضحاً أن قمة شرم الشيخ، التي تضمنت عدة قمم، قد جرى ترتيبها بسرعة، على هامش توقيع اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى. وقد جرى تحميلها أكثر من رسالة إقليمية ودولية، مع استبعاد “رؤوس حامية” عنها (روسيا والصين وسوريا ولبنان)، ودعوة وجوه غير معنية بهذا الصراع (أرمينيا وأذربيجان… واللائحة طالت)، ليتبين أن لها مردودات عالمية واضحة. فيما اقتصر الكلام على مداخلة وحيدة لزعيم البيت الأبيض… و”العالم”!

وبانتظار وضوح الرؤية، بعد انقشاع غبار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ظهر يوم الجمعة الفائت، بدأت تتوارد أخبار عن اشتباكات داخل القطاع بين مجموعات من المقاومة (“رادع” التابعة لأمن المقاومة) ومجموعات قيل عنها إنهم من العملاء، فيما ألقت بعض الأخبار المسؤولية على عائلات محددة، الأمر الذي ترك أكثر من علامة استفهام حول المشهد الذي سيتحكم بالقطاع لاحقاً، إذا ما نجحت أيادي العدو الخفية، في جرّ أهل القطاع إلى حرب أهلية، بعدما أكدت “رادع” أنها ستواصل حملتها الشاملة في كافة محافظات القطاع!

هذا المشهد الذي جهد الأمين العام السابق لحزب الله في لبنان الشهيد السيد حسن نصرالله في تفاديه خلال عقود، لأنه كان يصنفه بالمقتل لأي مقاومة، وأنه يقدم هدية مجانية للعدو على طبق من فضة. ولذلك كان السيد الشهيد “يبلع الموسى” في أكثر من مناسبة، و”بالعرض” كما تقول العبرة، حتى لا يجر البلاد إلى ما يشتهيه ويسعى إليه العدو الذي ما زال يُمنّي النفس بالوصول إلى هكذا مشهد في الآتي من الأيام التي ما تزال تحمل الصور المشوشة عن ما ينتظر هذه المنطقة، على الرغم من إعلانات الرئيس ترامب عن “السلام الحقيقي”!

ومع وقوف نتنياهو أمام المحكمة التي تنظر في فساد منسوب اليه، قد يسعى للهروب مجدداً إلى هذه الحرب أو تلك، كما فعل في أكثر من جلسة أمام المحكمة المشار إليها.

شارك المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *