ذكرى المقاومة والتحرير: بعين العاصفة
بقلم سمير الحاج..
في مثل هذه الأيام من كل عام نسترجع ذكرى المقاومة والتحرير لا كحدث مضى بل كحقيقة مستمرة تُكابدها أجيال وتجترحها دماء الشهداء وتجسدها إرادة شعب لم يُهزم رغم العواصف.
منذ نشوء الكيان الغاصب على أرض فلسطين ولبنان يدفع الثمن من احتلال واعتداءات متكررة إلى هدم البيوت وحرق المزارع وانتهاك حرمات القرى والبلدات الآمنة لم يترك العدو الإسرائيلي مناسبة إلا وذكّرنا بوحشيته المتأصلة.
فكانت المقاومة لا بديل ولا تعويض نشأت من رحم الألم ومن عجز الدولة ومؤسساتها الأمنية عن الدفاع عن المواطنين فكانت السيف الذي شُهر في وجه الاحتلال وكانت العين التي لا تنام أمام عدو لا يهدأ.
وفي لحظة من لحظات هذا الصراع الطويل اندلعت انتفاضةطوفان الأقصى ووجد لبنان نفسه في عين العاصفة فاحتُل الجنوب ودُمرت الضاحية والبقاع وسُحقت البيوت على رؤوس أصحابها أطفالًا ونساءً وشيوخًا لم يرحم العدو بيتًا آمنًا ولم يسلم من نيرانه حجر ولا بشر.
تدخلت القوى الكبرى برعاية عربية وأميركية وسعت إلى معاهدة لوقف النار فاستجاب لبنان فورًا ونفّذ جيشه الوطني البنود المطلوبة بكل التزام بينما استمر العدو في خروقاته يختطف ويدمر ويقتل، ويحتل أجزاء من أرضنا دون حسيب أو رقيب.
اليوم ومع تجدد الحديث عن تسليم السلاح وعن إعطاء مهَل زمنية لجمعه من يد المقاومة والمخيمات نطرح السؤال الأهم:
من يضمن أن لا تتكرر صبرا وشاتيلا؟
من يضمن أن لا يعود العدو الإسرائيلي ليعبث في قرانا ومدننا؟
من يضمن ألا يتحول السلاح الشرعي إلى شاهد على جريمة لا يستطيع منعها؟
ومن يحفظ جنود لبنان إن لم يكن بجانبهم عناصر قوة متكاملة، تتشابه وتتناسق مع القوى الشرعية؟
لبنان لا يحميه السلاح
المشرذم ولا التنازل عن مصادر قوته إن ما نحتاجه هو تكامل بين المقاومة والجيش ضمن رؤية وطنية موحدة تعيد المعنى الحقيقي للنصر .