مرجعيون وحاصبيا والعرقوب: معارك عشائرية وديموغرافية
🗞 آمال خليل – الأخبار
لم تتجاوز شبعا بعد «قطوع» انتخابات 2025 البلدية، إذ إنّ الصراع العائلي والعشائري الذي طبع المعركة لا يزال يُنذر بتفجير معركة رئاسة البلدية، بعدما أسفرت النتائج عن انقسام متوازن بين اللائحتين المتنافستين.
فقد نالت لائحة «ما حدا أكبر من ضيعته»، برئاسة آدم فرحات، تسعة مقاعد، مقابل تسعة للائحة «شبعا هويتي» التي ترأّسها درويش السعدي، منسّق تيار المستقبل في العرقوب.
هكذا، فرضت الانتخابات نتيجة أقرب إلى «لا غالب ولا مغلوب»، تاركة البلدة على شفير مواجهة جديدة قد تحسمها «بيضة القبان» الوحيدة: العضو المسيحي جورج رحال الذي ترشّح ضمن «شبعا هويتي»، وحصد أعلى نسبة أصوات، وتبنّته لاحقاً لائحة فرحات، ما يجعل تموضعه بعد الانتخابات عامل الحسم في اختيار رئيس البلدية.
مرة جديدة، أثبتت شبعا أنها «مقبرة الأحزاب»، حيث سقط تيار المستقبل في اختبار دعم منسّقه السعدي، بعدما فضّل كثر من مناصريه التصويت وفق انتماءاتهم العائلية أو تحت شعارات التغيير. واللافت أن جميع الفائزين من اللائحتين هم من الشباب الذين يدخلون المعترك البلدي للمرة الأولى.
وبمجرد طيّ صفحة رئاسة البلدية، ستنتقل البلدة إلى معركة جديدة على رئاسة اتحاد بلديات العرقوب التي تحتكرها شبعا منذ تأسيس الاتحاد. وفي المقابل، ترتفع أصوات من بلدة كفرشوبا مطالبة بتطبيق مبدأ المداورة.
معركة شبعا مستمرة على رئاستي البلدية والاتحاد… ودير ميماس تسقط في يد اليمين
في كفرشوبا، حصدت لائحة «الوحدة والإنقاذ» برئاسة قاسم القادري جميع المقاعد، في مواجهة لائحتين غير مكتملتين. وقد ضمّت ائتلافاً متنوّعاً جمع مستقلين، وممثلي عائلات، وعدداً من المحسوبين على قوى اليسار. لكنّ الحدث الأبرز لم يكن فقط في نتائج الاقتراع، بل في نسبة المشاركة المفاجئة، إذ اقترع نحو 2200 ناخب، رغم الواقع الأمني الهشّ نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
وفي الهبارية، حصدت الجماعة الإسلامية ثمرة حضورها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، ففازت لائحتها بكامل الأعضاء الـ 15 على اللائحة المنافسة التي ضمّت ناصريين ويساريين. وفي كفرحمام، فازت لائحة معضاد رحال التي جمعت مستقلين وممثلين عن العائلات ومقرّبين من الجماعة واليسار، على لائحة منافسة تشكّلت من تركيبة مشابهة.
على خط القرى الدرزية في قضاء حاصبيا، أدار الحزب التقدمي الاشتراكي معركته الانتخابية من خلف العائلات والشباب. ففي مدينة حاصبيا، حسم الاشتراكي لبيب الحمرا السباق البلدي بفارق شاسع، مدعوماً من تحالف محلي ضمّ بعض العائلات والمستقلين، في مقابل لائحة غير مكتملة ضمّت أيضاً اشتراكيين ومستقلين.
وفي بلدة الكفير المختلطة، برزت واحدة من أكثر المعارك حساسية، إذ سعت بعض الشخصيات الدرزية إلى وراثة رئاسة البلدية من المسيحيين في ظل تراجع أعدادهم. وقد ضمّت اللائحة الفائزة مرشّحين اثنين للرئاسة: الدرزي إبراهيم أبو العز والمسيحي وليد بو رزق. وتشير المعطيات إلى استمرار المشاورات بين المرجعيات المسيحية والدرزية لتثبيت تسوية تقضي بتقاسم الولاية البلدية على دورتين.
أما في بلدة إبل السقي، فقد أُبرمِت تسوية قبل فتح صناديق الاقتراع، حسمت معركة الرئاسة سلفاً لمصلحة المسيحي جورج رحال، في مقابل منح الغالبية في المجلس البلدي للدروز. وقد خيضت الانتخابات على وقع صراعات ديموغرافية متشابكة مع خلافات عائلية وشخصية، وسط انسحاب أربعة مرشحين بقرار من الحزب الشيوعي اللبناني الذي نأى بنفسه عن مشهد انتخابي طغى عليه الطابع الطائفي. وفي ظل ضعف نسبة المشاركة المسيحية، لجأ عدد من الناخبين الدروز إلى تشطيب المرشحين المسيحيين في لائحة رحال. في النهاية، فاز رحال ومعه ستة مسيحيين، مقابل ثمانية دروز، لتكرّس التسوية الثنائية توازنات دقيقة: رئاسة للمسيحيين، مقابل غالبية مقرّرة للدروز.
في خريطة الانتخابات البلدية في القرى المسيحية بين مرجعيون وحاصبيا، لعبت العائلية والمصالح المحلية دوراً حاسماً، فيما اختارت الأحزاب السياسية التواري خلف المستقلين والعائلات.
في برج الملوك، جدّد إيلي سليمان، المعروف بـ«صديق الكل»، ولايته على رأس البلدية مستفيداً من علاقاته العابرة للانقسامات الحزبية والعائلية.
وفي القليعة، أفرزت المعركة العائلية فوز عدد من المرشحين الحزبيين ضمن لائحة حنا ضاهر، من بينهم كتائبيّان، في حين لم تنجح القوات اللبنانية في إيصال أيّ من مرشحيها رغم تبنيها الكامل للائحة ضاهر في مواجهة لائحة مارون سمعان المدعومة من العونيين.
وفي راشيا الفخار، شكّل الكتائبي غير الحزبي بيار عطالله لائحة من المستقلين والعائلات، ضمّت اليساري وسيم خليل، تمكّنت من الفوز على لائحة العائلات الكبرى (مراد، زغيب، الغريب وعواد) المدعومة من الحزب القومي. وبعدما خسر خليل بفارق صوت واحد، تستعد لائحته لتقديم طعن، على خلفية توقيف أحد مرشحي اللائحة المنافسة بتهمة توزيع رشى.
📌LaBamba News