تعالو إلى كلمة سواء …
الحلقة الثالثة …
بقلم عضو مجلس بلدية طرابلس الدكتور باسم عساف
طرابلس تعيش أيام الأمل والرجاء ، وأي يوم يمر عليها ، في ظل هذه الظروف العصيبة ، ومع تراكم الأزمات المصيبة ، من دون التوصل إلى الحلول الناجعة ، أو تبيان بصيص الأمل ، الذي ترجوه، ويرجوه كل طرابلسي ، حتى يستطيع أن يعتبر نفسه هو ينتمي إلى هذا الوطن ، الذي يظلل كل أبناء الست ، وتُقصٌِر ظلاله عن أجواء طرابلس بحجج واهية ، وأكاذيب زاهية ، لا ينتجها إلا داهية ، ليجعل منها لاغية ، ومميتة بالضربة القاضية ، لتبدو وكأنها جرداء فاضية ، وتعيش في الأزمان الماضية …
طرابلس تعتزُّ بأبنائها ، وتزهو بأهلها ، وتسعَد بمُحبيها ، وبالمُخلصين لها ، لأن الأصالة لا تنتعش إلا بالأصيلين ، وإن الشهامة ، لا تتجسد إلا بالعاملين ، الذين يتنافسون على خدمتها ونهضتها وسعادتها ، وهم كثر ومنتشرون في أرجائها ، وينتسبون لكل فئآتها ، ويجمعون كل صفاتها ، التي تدل على أصالتها ، وتجسِّد حضارتها ، وتكرِّس نضارتها ، ونقاوتها ، وطيبة أهلها ، وفطرة أبنائها …
كيف لمدينة تحمل هذه الصفات ، أن تكون في واقع هذا الإهمال ، بدل كثرة الأعمال ، وفي الخراب والدمار ، بدل الإنماء والأعمار ، وفي إحياء تراثها وتاريخها، عوضاً عن تأنيبها وتوبيخها…
طرابلس تزهو بالتغيير ، لا بالتعيير ، وتسير على درب النهوض ، متوازياً مع العهد الجديد ، الذي يعطي النكهة الطيبة ، في التغذية الوافية ، لبُنيًة الجسَد الواحد ، الذي يعكس حقيقة شعبها الصابر ، وصورته النقية ، والمشهد الصادق الذي يبين الوجه الحقيقي لمدينة التسامح والتآخي والإنفتاح ، على مرٌِ العهود والأزمان ، ومنذ ما قبل نشوء لبنان …
إطلالة الفجر الجديد لطرابلس ، قد لاح مع إنتخابات المجلس البلدي ، رغم ما شابها من تعثرٍ ، ومن تقصيرٍ أو تمييزٍ أو تدخلٍ لمصالح فئويةٍ ، قد أطالت في إصدار النتائج لأيام ، ونال قصاصها رأس الهرم الإداري العفن نصيبه ، حيث أزيح عبئه عن صدر أهل المدينة ، وإنفرجت أساريرهم به وبالنتائج، والتي لازال قسماً منها عالق بالتقصي والطعون ، علَّها تقارب النتائج الحقيقية والواقعية عن التغيير المرتجى …
وإستكمل الفجر الجديد مسيرته مع التعيينات الإدارية ، وفي هيئة مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي ، وفي هيئة مجلس إدارة مرفأ طرابلس ، وأيضاً تتجه الأنظار نحو هيئة مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية في لبنان من طرابلس ، وهكذا إلى مطار القليعات ، والفروع الجامعية ، والكهرباء والمياه ، والضمان والنقابات والمخاتير … مما يجعل طرابلس والشمال يلبس حلٌَةً جديدةً ، تفضي إلى التغيير النمطي ، في التعاطي مع الجمود والجحود اللاحق بهذه المدينة خاصةً ، والشمال عامةً ، اللهم إن سارت جميعها على خطٍ واحدٍ في مفهوم التغيير ، الذي جاء برسالة القسم الجمهوري والبيان الحكومي …
الأنظار مشدوهة ومشدودة ، نحو البلدية في طرابلس ، ونحو إتحاد البلديات في الفيحاء ، حيث يختصر مشهدها كل الآمال والأمنيات ، للمستقبل الواعد والتغيير الصحيح ، وأيضاً يجمع فيها كل المحاذير والتخوفات من إستمرار الفساد وحالات الإهمال والإستلشاق ، والوصول إلى الإكتئاب والهذيان ، وهذا ليس من شيم هذا الشعب الصامد والصابر ، وتاريخه خير دليل على حيويته ونواياه الطيبة والفاعلة ، خاصةً إذا ما توحَّدت على كلمةٍ سواء..







